تمكن حجاج بيت الله الحرام أمس في أول أيام التشريق من أداء مناسكهم برمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، فجمرة العقبة بعد أن قاموا يوم أمس الأول برمي جمرة العقبة الكبرى. وشهدت المشاعر المقدسة أمس انسيابية حركة الحجيج في جسر الجمرات؛ ويعود ذلك إلى فضل الله تعالى ثم مشروع منطقة الجمرات وتعدد أدوار جسر الجمرات واستيعابه للحشود الهائلة من الحجاج الذين توافدوا تباعاً لرمي الجمرات. وكان للقرار الأهم الذي اتخذته قوات أمن الحج بمنع الافتراش في منطقة جسر الجمرات دور كبير في تذليل مهمة رجال الأمن في تسيير حركة الحجاج وهم في طريقهم إلى الجسر أو داخل الجسر يضاف إلى ذلك نظام السير نحو الجسر الذي اتخذته قوات الأمن من خلال تحديد طرقات للذاهبين لا تتعارض مع العائدين منه عبر مسارات متعددة؛ حيث لا يكون هناك تداخل بينهم، ويشرف عليها رجال الأمن بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة للتقيد بالجدول الزمني المحدد لأفواج الحجيج. وظلت الجهات المعنية بخدمة الحجيج تقدم الخدمات بشكل متميز من الإتقان، وتغطي نشاطاتها جميع منطقة مشعر منى، مع التركيز على مناطق كثافة وجود ضيوف الرحمن مثل جسر الجمرات الذي يشهد تدفق الحجيج لأداء نسك الرمي. وينعم ضيوف الرحمن خلال وجودهم في مشعر منى بجميع الخدمات التي يحتاجون إليها، وتحيطهم من كل جانب، مثل المستشفيات والمراكز الصحية لوزارة الصحة والحرس الوطني والقوات المسلحة ووزارة الداخلية التي تقدم خدماتها على مدار الساعة، إضافة إلى مراكز الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر السعودي. إلى ذلك شهدت منطقة الجمرات كثافة من رجال الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور والكشافة والدفاع المدني وغيرهم من الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن وتنظيم حركة التفويج على جسر الجمرات، بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية؛ لمنع الاختناقات والتدافع؛ استشعاراً للشرف العظيم الذي يضطلعون به لخدمة إخوان لهم جاؤوا طلباً لمرضاة الله وأداء ركن من أركان الدين الإسلامي الحنيف.