دع القلوب في أماكنها يا الونين. أرسل لي -مهتم بعلم الفلك- الأستاذ صالح إبراهيم الونين من عنيزة، رسالة رجح فيها علميا عن طريق الحساب الفلكي أن كسوف الشمس الذي وافق موت إبراهيم بن محمد بن عبد الله عليه السلام كان صباح 29 من شوال سنة 10ه. وأرفق الأستاذ صالح صورة تحاكي ذلك الكسوف فأثار الأشجان وأحيا الأشواق. وبعيدا عن العاطفة، فإن رسالة الأستاذ الونين فيها من الفوائد العلمية الشرعية والدنيوية ما دفعتني للتنازل لها في مقالي اليوم، فمع رسالة صالح الونين: «تواترت الأحاديث أن الشمس قد كسفت يوم وفاة إبراهيم ابن النبي محمد عليه السلام وأن بعض الناس اعتقد أن الكسوف كان بسبب الوفاة فوضح النبي عليه السلام الحقيقة للناس كما جاء فيما رواه البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته.. الحديث)، وقد قرأت عدة روايات للشهر واليوم الذي توفي فيه إبراهيم فقيل إنه توفي في 10 ربيع الأول سنة 10 ه وقيل في شهر رمضان من تلك السنة وقيل في شوال لكن وفقا للحسابات الفلكية للكسوفات التي حدثت وستحدث بمشيئة الله فقد تبين أنه قد حدث كسوف حلقي للشمس في صباح 29 من شوال سنة 10 ه أي قبل حجة الوداع بشهر وتسعة أيام وذلك يوافق 27-1-632م وكانت بداية الكسوف الحلقي من شمال السودان ثم مر بجنوب غرب شبه الجزيرة العربية وكان كسوفا جزئيا على مكةالمكرمة والمدينة المنورة وبقية شبه الجزيرة العربية لا شك أن توافق التحديد الفلكي للكسوف في ذلك التاريخ يؤكد صحة الحديث الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الكسوف الذي حدث يوم وفاة ابنه إبراهيم، كما يؤكد أيضا دقة الحساب الفلكي في تحديد الكسوفات والخسوفات. وفي المواقع المتخصصة بالفلك مثل موقع وكالة ناسا تظهر جميع الكسوفات التي حدثت وعلى سبيل المثال يظهرالكسوف الكلي الذي حدث غرب ووسط وشمال شرق المملكة في 29-5-1371ه وكان جزئيا على بقية المناطق، بل إن البرامج الفلكية مثل برنامج سيلاريوم يحاكي أي كسوف وأي خسوف لحظة بلحظة كما أنه ويحاكي القبة السماوية في اللحظة الآنية حيث يمكن مشاهدة القمر والكواكب والنجوم والأقمار الصناعية على الشاشة تماما كما هي موجودة في السماء. رابط يوتيوب يحاكي الكسوف الذي حدث في شوال سنة 10ه من البرنامج الفلكي سيلاريوم: http:--www.youtube.com-watch?v=V7KHlIhGQMM