لم تقف الإعاقة حائلاً بينهم وبين أداء فريضة الحج، وعلى رغم أن الشرع اشترط الاستطاعة لتأديتها، وقدم العديد من الأساليب التي يستطيع المسلم أن يسلكها لإتمام أركان الإسلام الخمسة كالإنابة في الحج، إلا أن شريحة من المعوقين فضلت أن تنجز تلك الشعيرة بنفسها بحثاً عن الأجر والمثوبة، وتحقيق ذاتها من خلال الاتيان بالنسك كافة كالأصحاء. ويعتبر الحاج القادم من مصر محمد صابر أحد أولئك النماذج حين أدى الفريضة مستعيناً بعربة متحركة، مشيراً إلى أنه كان عاقداً العزم على أداء مناسك الحج منذ زمن طويل «ولم أكترث لأي شيء قد يثنيني عن إكمال ماهو مطلوب مني تجاه ديني». واعتبر أن إعاقته منحته دافعاً كبيراً وعزيمة للذهاب إلى المشاعر المقدسة والتواجد بين هذا الجمع الغفير لطاعة الله، لافتاً إلى أن الخدمات التي تقدمها الحكومة السعودية ذللت كثيراً من المعوقات التي كانت ستعترضه. وقال: « كان أقاربي يعينوني في تنقلي ومشروع الجمرات سهل على الكثيرين من العجزة والمعوقين وكبار السن المهمة»، مؤكداً أنه لم يجد أي صعوبات في رمي الجمرات التي دائماً ما تشهد الازدحامات. وذكر أن جميع الحجيج لاسيما المعوقين يحظون برعاية واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله. وأوضح الحاج أحمد مصطفى (يعاني من شلل في القدمين) أن إعاقته لن تمنعه من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، لافتاً إلى أنه كان مستمتعاً جداً أثناء أدائه النسك. وقال: «ليس من المنطق أن أجعل من الإعاقة سبباً في امتناعي عن أداء الحج، لاسيما وأنني أرى الجميع ينظر إلي باعتزاز لأنني جاهدت نفسي، فالإعاقة لاتعيق صاحب العزيمة القوية»، موضحاً أن الأجواء الروحانية التي عاشها في المشاعر أنسته كثيراً من المشقة التي عاناها أثناء تنقله. وتابع: « أنا أمارس حياتي وعباداتي بكل يسر، وهناك العديد من العلماء والمفكرين من أصحاب الكراسي المتحركة هم رموز الأمة بل وقادتها في علمهم ،ولم تقف الإعاقة من دون حرصهم على أداء الطاعات والعبادات».