كثيرٌ ما يشرف الرجال بالمناصب، ولكن من شرفت به المناصب قليل، وأنتم من هؤلاء القليل، نهنئ سموكم الكريم ثم نهنئ أنفسنا بولايتكم للعهد، فقد رفعتم مكانها وعظمتم شأنها، ونسأل الله أن يعينكم ويعين بكم ويقيم بكم أمر البلاد والعباد. إن أرض الحرمين حق لها أن تكون بهذا الزهو وهذه المهابة وأن تلبس ثوب عرسها من جديد بولايتكم عهدها واستلامكم أمانتها ونتشرف وتتشرف برعايتكم لها، وهي تهنئة حارة وفرحة غامرة عمتنا كأبناء لكم ولهذه البلاد المباركة وسموكم الكريم بعون الله سيكتب بحكم ولايته للعهد وحكمته المعهودة سطوراً أخرى من سطور عزة وكرامة هذه البلاد. وحق التهنئة على هذه الثقة العالية والغالية التي أولاكم إياها صاحب المقام العالي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، وهي تأكيدٌ على بلائكم الحسن فيما سبق من مناصب كان آخر ما شرف بكم هو منصبكم كوزير للداخلية، ونحن نشهد أنكم كنتم خير معين وحامي ومدافع عن هذه البلاد وأرضها وأهلها فتجسدت فيكم كل الصفات التي جعلت ولايتكم للعهد أمر يشرف بكم ويرتفع بوجودكم فيه وعلى هذا نبايعكم بإذن الله ولكم منا السمع والطاعة. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلكم خير خلفٍ لخير سلف، وكما عهدناكم موفقين في قراراتكم وفي رعايتكم الكريمة للصالح العام وخدمة أهل هذه الأرض الطيبة المباركة ونكرر التهنئة والدعاء لله بأن يوفقكم ويحفظكم ويحفظ بكم وأن يسدد خطاكم والحمد والشكر والثناء لله أن جعل أمر ولايتنا فيكم ليدوم عز هذه البلاد ومجدها ورفعتها وسموها الذي يظل بوجودكم فينا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين