القاهرة- مكتب الجزيرة- دمشق- الجزائر- ا ف ب أعلنت السلطات الجزائرية أمس الثلاثاء عن «اتفاق» تم التوصل إليه مع سوريا خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية في الدوحة. وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أمس الثلاثاء إنه تم التوصل إلى «اتفاق» مع السوريين خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية في الدوحة. وأضاف مدلسي أنه «يأمل في أن يتأكد في القاهرة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة خلال اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية مع السوريين» كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية. ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا غير عادي اليوم الأربعاء في القاهرة لبحث الأزمة السورية والاستماع إلى تقرير اللجنة الوزارية المكلفة بحل هذه الأزمة والتي تقودها قطر. وقالت مصادر دبلوماسية عربية إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم «طلب الاثنين تعديلات على المبادرة العربية (...) وتمت الموافقة على بعض التعديلات الطفيفة». وتوقعت المصادر أن تكون الساعات القليلة القادمة حاسمة القرار العربي لكيفية التعامل مع الأزمة السورية، وذلك وفقاً لمدى تجاوب دمشق من عدمه مع المطالب العربية، التي تتركز في الوقف الفوري لكل أشكال الاقتتال والسحب الفوري أيضا للقوات السورية إلى خارج المدن، بجانب القبول بالحوار مع المعارضة تحت مظلة الجامعة العربية. من جانبها تعتزم المعارضة السورية بالقاهرة نقل اعتصامها المفتوح الذي بدأته أمام مقر الأمانة العامة للجامعة العربية- منذ الاجتماع الماضي لوزراء الخارجية العرب يوم 16 أكتوبر الماضي إلى مكتب الأممالمتحدةبالقاهرة إذا فشلت الجهود العربية في وقف عمليات القتل التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه الأعزل وسحب الآليات العسكرية وقوات الجيش من الشوارع. من جهتها ذكرت صحيفة روسية أمس الثلاثاء أن موسكو لا تستطيع الاستمرار في الدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد بلا نهاية. وقالت صحيفة «روسيسكايا جازيتا» في تقرير لها أمس إن روسيا تجد نفسها أمام خيارين، الاستمرار في تأييد الأسد بغض النظر عن خسائر معنوية ومالية محتملة على المسارات الأخرى - الأمريكي والأوروبي - أو أن تبدأ بمفاوضة معارضي الرئيس السوري وتنضم بالتالي إلى تحالف معاد لدمشق تم تشكيله في العالم. وعلى الصعيد الميداني, احتشد آلاف السوريين أمس الثلاثاء في دير الزور (شرق) لدعم نظام الرئيس بشار الأسد الذي يواجه حركة احتجاج غير مسبوقة، فيما اعتقل عشرات الأشخاص في أنحاء البلاد. وبث التلفزيون الرسمي صورا لآلاف السوريين يلوحون بأعلام وصور للرئيس الأسد ويهتفون «الله سوريا بشار وبس». وفي المقابل، أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على تظاهرة معارضة للنظام في دير الزور، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي ريف حمص، أطلقت قوات الأمن النار في الهواء لتفريق تظاهرة طالبية في الحولة، على رغم انتشار عسكري كثيف في هذه المنطقة الواقعة في وسط سوريا، كما قال المصدر نفسه. وفي محافظة درعا، قامت قوات الأمن بحملة دهم واعتقلت عشرات الأشخاص في مدن وقرى هذه المنطقة بجنوب البلاد التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات، كما ذكرت المنظمة غير الحكومية. وفي شمال غرب سوريا، اعتقلت القوات العسكرية والأمنية 60 تلميذا كانوا يتظاهرون في ملعب مدرستهم بكفرنبل في محافظة ادلب. وأسفرت عمليات القمع الاثنين عن مقتل سبعة مدنيين. إلى ذلك توغلت قوات سورية أمس الثلاثاء في مناطق شمالي وشرقي لبنان وأقامت نقاطا ثابتة لمنع السوريين من الفرار إلى داخل لبنان, حسبما ذكر مصدر أمني لبناني. وقال المصدر إن هذا التوغل هو الثالث في غضون شهر. وكانت قوات سورية قد شوهدت الأسبوع الماضي تقوم بزرع ألغام على طول الحدود الشمالية والشرقية للبنان. وأوضح المصدر أن قوت الجيش السوري زرعت معظم الألغام بالقرب من الحدود الشمالية للبنان لمنع ما وصفوه بتهريب الأسلحة إلى محافظة حمص المضطربة التي تفيد التقارير بأنها كانت ساحة لمواجهات مسلحة بين المنشقين عن الجيش والقوات الحكومية على مدار الأسبوع الماضي. ومنذ بداية اضطرابات سورية منتصف مارس الماضي، فر نحو خمسة آلاف سوري بينهم منشقون عن الجيش إلى شمال وشرق لبنان. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن الحكومة السورية تتعاون مع حلفائها داخل بيروت حتى لا تصبح لبنان ملاذا آمنا للمعارضة السورية.