الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد: فقد استقبل أبناء المملكة العربية السعودية وشعبها الوفي أمر خادم الحرمين الشريفين.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية بارتياح شديد وحفاوة بالغة وسعادة غامرة وقد لاقى التعيين قبولاً من جميع شرائح المجتمع وفئاته، بل إن هذه السعادة والسرور لم تقف عند أبناء المملكة والمقيمين على أرضها فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى أن شملت المسلمين في كل مكان، بل إن العالم قد استبشر بهذا الاختيار رأينا هذا وسمعناه في البرقيات التي وصلت من قادة العالم وزعمائه وفي البرامج والحوارات التي قدمت في بعض القنوات الفضائية وفي المقابلات واللقاءات والمقالات والمشاعر التي نشرت في المجلات والصحف الورقية والإلكترونية.. وهذا الاستبشار والفرح ما جاء من فراغ، بل هو نتيجة لما يملكه هذا الرجل من رصيد كبير وسمعة طيبة وسيرة عطرة.. وما قدم من جهود متميزة وإنجازات متنوعة سياسية وإدارية وأمنية واجتماعية. لقد أسهم سمو الأمير نايف منذ حداثة سنه وفي سن مبكرة في بناء الدولة وشارك مع والده المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله في مسيرة التوحيد والوحدة وعمل في أكثر من موقع كان خلالها مثالاً للمسؤول الحاد ونموذجاً للمواطن المخلص لدينه ثم مليكه ووطنه يتميز بالحلم والحكمة والحنكة مع الحزم والصرامة حينما يقتضي الأمر ذلك لقد استفاد من مدرسة عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله رحمة واسعة. كما استفاد من ملازمة إخوانه الملوك الذين عمل معهم وآخرهم قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية - كما استفاد من ملازمة أخيه سلطان الخير وليس غريباً أن نرى أميرنا الغالي نايف بن عبدالعزيز بهذا المستوى العالي من القدرات والإمكانات والتميز في العطاءات والإنجازات.. وحينما يذكر نايف بن عبدالعزيز يذكر الأمن فهو رجل الأمن الأول ومهندسه استطاع بتوفيق الله عزَّ وجلَّ ثم بما آتاه الله من حكمة وحنكة وبعد نظر أن ينهض بقطاع الأمن ويجعله نموذجاً فريداً ليس في بلادنا فحسب، بل على مستوى العالم ينظر إليه الناس بكل احترام وإجلال ويقفون عند إنجازاته العظيمة موقف الإعجاب والتأمل. لقد استطاع - حفظه الله - أن يتصدى بكل جدارة واقتدار مع رجاله الأوفياء وجنوده البواسل لفتنة الإرهاب ولوثة التكفير ووقف بكل حزم وبسالة في وجه ذلك الفكر المنحرف والمنهج الضال ففك خلاياه وطارد رؤوسه فطهر بلادنا حرسها الله من هذا البلاء الكبير والشر المستطير. وصارت تجربة بلادنا في محاربة الفكر الضال ورموزه مضرب المثل في جميع دول العالم الذين تسابقوا في الاستفادة من تجربة المملكة في مواجهة الإرهاب. ولم يقف أميرنا المحبوب نايف بن عبدالعزيز عند الجانب الأمني فقط، بل إنه متنوع العطاءات متعدد الاهتمامات فالجميع يعرفه (بأمير السنة) فجائزته الكبرى في خدمة السنة من أميز الجوائز فهي متفردة في موضوعها متميزة في بابها كما أن جهوده في خدمة القرآن الكريم كثيرة لا تحصى. أما الجوانب الإنسانية والعناية بالأمور الخيرية فإن لنايف بن عبدالعزيز في ذلك القدح المعلى يتمثل ذلك في مساعدة المحتاجين ودعم الفقراء وعلاج المرضى على حسابه الخاص وغير ذلك من وجوه الخير التي يحسنها أميرنا نايف. فهل بعد هذا نلام إذا فرحنا واستبشرنا بتعيينه ولياً للعهد ليواصل مسيرة الحب والخير والنماء في بلد الخير والعطاء. وليكون عضداً قوياً ومساعداً أميناً لأخيه خادم الحرمين الشريفين.. نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يبارك له في عمره وعمله وحياته ويعينه على ما حمل من أمانة وما أسند إليه من مسؤوليات - إنه سميع مجيب -. *رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني