سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحرب ضد الإرهاب تسيطر على مداولات قمة الأمم المتحدة بوش يواصل الضغوط لكسب التأييد لحملته في أول ظهور له أمام الجمعية العامة
الحملة العسكرية غير واضحة المعالم والشتاء يزيد من حدة مأساة الشعب الأفغاني
يظهر الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش للمرة الأولى أمام الجمعية العام للأمم المتحدة يوم غد «السبت» لينضم إلى رؤساء دول وحكومات آخرين لمناقشة من المتوقع أن تركز على مكافحة الإرهاب. وعلى الرغم من ثقة بوش في نجاح الضربات الجوية الامريكية المكثفة ضد نظام طالبان وشبكة القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن، فربما يجد مقاومة من دول ضمن 188 دولة عضو في الأممالمتحدة. فمعظم الدول أعضاء الجمعية العامة التي يبلغ عددها 189 دولة لا توافق على حملته العسكرية وإن كانت قد أدانت الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 أيلول سبتمبر الماضي. واجتماعات الجمعية العامة التي ستبدأ غدا «السبت» وتستمر سبعة أيام والمعروفة بأنها «مناقشات عامة» عادة ما تكون مسلسلا طويلا من الخطب التي يلقيها رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ومسؤولون يسهبون في الحديث عن جميع القضايا العالمية، ولكن الهجمات الإرهابية التي شنت على الولاياتالمتحدة قلبت الامور رأسا على عقب. وستجري المناقشات اعتبارا من يوم السبت في مكان أصبح مثل القلعة المحصنة بتدابير أمنية مشددة. وتعد هذه المناقشات صيغة مختصرة لاجتماعات الجمعية العامة السنوية التي ألغيت في أيلول سبتمبر الماضي بسبب الهجمات الإرهابية. ولا تزال نيويورك تعيش تحت وطأة أخطار الإرهاب والجمرة الخبيثة. وقال بوش في البيت الابيض يوم «الثلاثاء» عقب لقاء قمة نظيره جاك شيراك إنه سيلح على الدول كي تنهض «بمسؤوليات مشتركة في الحرب ضد الإرهاب». وأوضح «سوف أخطر كل دولة بأن هذه الواجبات تعني أكثر من التعاطف والكلمات». واستطرد «لا يمكن أن تبقى دولة على الحياد في هذا النزاع لأن ليس هناك دولة متحضرة يمكن أن تنعم بالأمن في عالم مهدد بالإرهاب». كما حذر الرئيس الامريكي من جديد أن أية حكومة لا تكافح الإرهاب ستعتبر ضد واشنطن. وقد أثار أسلوب بوش الذي يتسم بمسحة تهديد «إما كذا أو كذا» غضب كثير من كبار الدبلوماسيين من دول عربية وإسلامية وغير منحازة. وقد أرسل شركاء التحالف مع الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا قوات للقتال إلى جانب الجنود الامريكيين. ومعظم الدول أعضاء الأممالمتحدة ليست مستعدة لمثل هذه المشاركة. وقد أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي يضم 15 دولة عضوا الهجمات الإرهابية وأيدت الاعمال ضد الإرهابيين الدوليين. وتلقى بوش دعما واسعا خلال الاسابيع التي أعقبت تدمير ناطحتي سحاب مركز التجارة العالمي بنيويورك ومبنى وزارة الدفاع الامريكي البنتاجون بالقرب من واشنطن. إلا أن هذا الدعم يتضاءل بينما الحملة العسكرية الامريكية غير واضحة المعالم والقصف اليومي لأفغانستان لم يسفر عن إنجازات ملموسة كما أن الوضع الانساني ازداد سوءا مع دخول برد الشتاء هذه الدولة التي تعاني ويلات الحرب. وقد تجنب المسؤولون بالأممالمتحدة الخوض في موضوع تشكيل حكومة مستقبلية في كابول لتحل محل حكومة طالبان، بل إنهم حثوا على إيجاد صيغة «تتبلور داخليا» وتتيح للأفغان من جميع الانتماءات اختيار شكل حكومتهم. وسيتحدث يومي السبت والاحد بالجمعية العامة رؤساء البرازيل وجنوب افريقيا وقطر والمكسيك وأوراجواي والارجنتين وفنزويلا وإيران وتشيلي وباكستان وكولومبيا وبيرو وهندوراس وسلوفينيا وبوليفيا وزامبيا والسلفادور وأوغندا وجواتيمالا ومدغشقر ورئيس وزراء الهند. ومن المقرر أن يلقي عشرات من رؤساء الدول ووزراء الخارجية بيانات حتى يوم الجمعة المقبل. وقد يتحدثون في كلماتهم عن كل قضية هامة متصورة ولكن القضايا الأساسية ستظل على الأرجح الحملة ضد الإرهاب والضربات الجوية الامريكية في أفغانستان وما يمكن أن تفعله الأممالمتحدة في الحرب ضد الإرهاب. ومن ضمن الاجتماعات الهامة التي ستعقد في الاسبوع المقبل اجتماع يعقده مسؤولون في مجموعة «ستة زائد اثنين» بشأن أفغانستان. وقد فشلت محادثات هذه المجموعة وأوقفت منذ سنتين بعد العجز عن إيجاد حل لانهاء الحرب بين طالبان والتحالف الشمالي. وتقضي هذه الصيغة بأن تكون الولاياتالمتحدة وروسيا ضامنتين إذا تم الاتفاق على تسوية بين ست دول هي باكستان وإيران والصين وتركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان. ولم يسمح لاية أطراف أفغانية بالمشاركة في هذه المحادثات. وكان وزير الخارجية الجزائري السابق الاخضر الابراهيمي الذي رأس مجموعة «ستة زائد اثنين» قد استقال من هذه المهمة عام 1999، وهو يعود الآن بصفته مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في أفغانستان في محاولة لاحياء هذه المحادثات وإيجاد حل سياسي وإنساني ينهي الأزمة في هذه الدولة الواقعة بوسط آسيا. ومن المتوقع أن يجتمع مع زعماء العالم الذين يحضرون الجمعية العامة للأمم المتحدة سعيا إلى الحصول على دعم لتسوية سلمية في أفغانستان.