مرت الثماني والأربعون ساعة التي حددتها مصادر صحفية وعسكرية أمريكية وبريطانية لبدء الحرب الأمريكية البريطانية ضد طالبان دون أن يحدث شيء في مسرح العمليات المرتقب بعد أن حددت المصادر معسكرات ابن لادن ومواقع طالبان، إلا أن عدم تنفيذ الضربات العسكرية التي تحدثت عنها المصادر لا يعني أن الحرب قد أجلت، فالمسؤولون الأمريكيون يتحدثون عن حرب غير تقليدية، إذ قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال هنري شيلتون قبل ساعات من انتهاء خدمته، أن حرب بلاده على ما اسماه الإرهاب لن تكون تقليدية. في غضون ذلك قال الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف في حديث للاذاعة البريطانية أمس أن أيام حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان معدودة، وكشف بأن باكستان أفهمت طالبان بأن أيامهم في الحكم باتت معدودة وأن أمريكا ستتحرك ضدهم بسبب الموقف الذي تتخذه طالبان. وفي رد على التهديدات الأمريكية والنصائح الباكستانية حذر زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر حذر الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه من خطورة محاولات الاستيلاء على السلطة في كابول بمساعدة الولاياتالمتحدة، وهدد الملا عمر في كلمة أذاعها راديو صوت الشريعة بحرب جهادية وعمليات حرب عصابات ضد القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها على غرار ما وقع مع الاحتلال السوفياتي السابق. ويأتي تهديد ملا عمر هذا بعد اجتماعات أعضاء من الكونغرس الأمريكي بالملك السابق واجتماع الملك ظاهر شاه بوفد من التحالف الشمالي. وعلى صعيد آخر قال وزير الدفاع الإيراني الأميرال علي شمخاني أمس الاثنين إن القوات الإيرانية ستتصدى للطائرات الأمريكية إذا اخترقت مجالها الجوي في إطار هجمات متوقعة على أفغانستان. وكانت طائرات حربية أمريكية قد دخلت أحد، المجال الجوي الإيراني في بضع حالات اثناء حرب الخليج عام 1991م. وقال شمخاني: نحن عسكريون ولا نهزل مع أحد لا يمكن أن تتكرر الأخطاء إذا تكررت فهذا يعني أنها مخططة وسنتصدى للطائرات حينها. وكان يتحدث في مؤتمر صحفي قبل ان يتوجه إلى موسكو، وسلم شمخاني لأول مرة بأن إيران تسلح التحالف الشمالي المعارض لحركة طالبان الحاكمة في أفغانستان معلنا أنها ستواصل تسليحه، وقال: أعطيناهم أسلحة وسوف نستمر في ذلك. من جهة أخرى أعلن وزير المالية البريطاني غوردون براون ان السلطات البريطانية جمدت حتى أمس الاثنين حسابات مصرفية بقيمة 4.88 مليون دولار للاشتباه بارتباطها بشبكات ارهابية. وأضاف الوزير البريطاني انطلاقا من تطبيقنا هنا في بريطانيا لقرار مجلس الامن الذي يعود إلى العام الماضي حول تمويل الارهاب تم حتى أمس تجميد حسابات مصرفية بقيمة 4. 88 مليون دولار. وجاء كلام وزير المال البريطاني أمام مؤتمر حزب العمال الحاكم، ودعا براون "جميع الدول إلى تطبيق العقوبات الاقتصادية لكيلا يعود بالامكان اخفاء حسابات مصرفية مصدرها ارهابي في اي مكان، مثلما لا يجوز الابقاء على أي معقل للارهابيين أنفسهم. وفي نيويورك بدأ ت حكومات العالم أمس (الاثنين) في مناقشة مكافحة الإرهاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد مرور ثلاثة أسابيع على ضرب نيويوركوواشنطن بطائرات مخطوفة. وبدأت المناقشات بكلمة للأمين العام كوفي عنان يتبعه عمدة نيويورك رودولف جولياني الذي قاد عمليات إنقاذ ضخمة في موقع دمار برجي مركز التجارة العالمي حيث فقد ستة آلاف شخص اعتبروا في عداد الأموات من جراء الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 أيلول/سبتمبر الماضي وقد سجل مندوبو أكثر من 140 حكومة ومنظمة أسماءهم ليتحدثوا على منبر الجمعية العامة التي اضطرت لإلغاء عدة اجتماعات هامة في الشهر الماضي بسبب الهجوم على نيويورك وألغى رؤساء الدول والحكومات مواعيد حضورهم إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة التي افتتحت في 12 أيلول/سبتمبر الماضي بسبب عدم قدرة أجهزة مدينة نيويورك على توفير الاحتياطات الأمنية الكافية ويحث كوفي عنان الجمعية العامة على مناقشة وتنفيذ سلسلة كبيرة من التدابير لمكافحة الإرهاب الدولي وكثير من هذه التدابير مكتوب بالفعل في عشر اتفاقيات وبروتوكولات للأمم المتحدة لم توضع موضع التنفيذ. وتقوم الأممالمتحدة حاليا بإعداد اتفاقيتين أخريين تتناولان جوانب الإرهاب ومن ضمن أهم تلك الاتفاقيات اتفاقية تدعو إلى ضرب مصادر تمويل الإرهاب إضافة إلى اتفاقيتين حول مكافحة خطف الطائرات وجرائم أخرى ترتكب على متن الطائرات وتحظر اتفاقيات أخرى احتجاز رهائن وتتعلق بالسيطرة على المواد النووية ومكافحة أعمال التفجير الإرهابية واستغرق التفاوض بشأن الاتفاقيات عامين وتباطأت الحكومات في توقيع أو التصديق عليها لوضعها موضع التنفيذ ووقعت اتفاقية وقف تمويل الإرهاب 51 دولة فقط قامت أربع منها فقط بالتصديق عليها. وقد تحدث عنان بلهجة قوية ضد الإرهاب منذ وقوع الهجمات على نيويوركوواشنطن وقال: في الأسابيع الماضية أن مكافحة الإرهاب يجب أن ينتظم في «جبهة عالمية» لأن هجمات 11 أيلول/سبتمبر الماضي أثرت على الجماعة الدولية بأسرها ومن المتوقع أيضا أن يحث أعضاء الأممالمتحدة على تنفيذ التدابير التي تبناها مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي اذ أصدر بالإجماع قرارا يطالب أعضاء الأممالمتحدة بالعمل على مكافحة الإرهاب من خلال ضرب تمويل وتدريب وتنقل الإرهابيين.