ليست وحدها صواريخ كروز هي التي يمكن أن تخطىء أهدافها في الشتاء، لكن مروحيات أمريكا دخلت ضمن قائمة الأسلحة غير القادرة على أداء مهمتها في الحرب ضد أفغانستان، خاصة مع دخول الشتاء وصعوبة الأحوال الجوية. فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» عن تحطم مروحية للقوات الأمريكية الخاصة مساء الجمعة في أفغانستان، بسبب سوء الأحوال الجوية، وأسفر عن وقوع أربعة جرحى بين أفراد طاقمها، ولم يحدد البيان الذي صدر صباح السبت 3/11/2001م مكان وقوع الحادث أو العدد الإجمالي للعسكريين الذين كانوا في المروحية أو حتى طرازها ومهمتها. لكن مسؤولاً في وزارة الدفاع طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس السبت قال: إنها مروحية تابعة للقوات الخاصة، كما ذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية السبت أن المروحية تحطمت في منطقة تسيطر عليها حركة طالبان. وحسب بيان البنتاجون فقد قامت طائرات مقاتلة من طراز «إف 14 تومكات» جاءت من حاملة الطائرات «يو إس إس تيودور روزفلت» بتدمير المروحية المتضررة بعد انقاذ العسكريين الذين كانوا على متنها وقت الحادث، ويرمي إلى منع حركة طالبان من أخذ قطع منها، والحد من استخدام صور الحطام لأغراض دعائية. في غضون ذلك قال الأميرال البحري جون ستافيلبيم في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس مساء الجمعة 2 11/2001م: إن الجيش الأمريكي سيرسل طائرتي تجسس للمساعدة في تحديد الأهداف التابعة لطالبان في أفغانستان، ولكن المطر المتجمد يحول دون دخول مزيد من الطائرات الأمريكية المتقدمة إلى هناك. وأوضح ستافيلبيم إن طائرتي التجسس الجديدتين بما فيهما طائرة غلوبال هوك التي تطير بدون طيار ستحلق قريباً فوق أفغانستان. وأشار إلى أن طائرة الاستطلاع ذات المحركات الأربعة «جي. ستارز» التي تعمل أيضاً في توجيه المقذوفات ستذهب هي الأخرى، ويمكن لطاقم هذه الطائرة وهي النسخة العسكرية لطائرة بوينغ 707 رصد سيارات العدو من مدى بعيد جداً في ظروف جوية سيئة، ولكن مع اقتراب شتاء أفغانستان القاسي قال ستافيلبيم: إن الأمطار المتجمدة تعوق مساعي استقدام مزيد من القوات الخاصة الأمريكية للبلاد. وكان «روبرت هيوسن» المحرر بفهارس جينس للأسلحة الجوية قد أشار لمجلة «العالم الجديد» الأربعاء 26/9/2001م أن جو الشتاء القارس، والتضاريس الوعرة في أفغانستان يشكلان عائقاً في الحرب التي سوف تشنها قوات التحالف الدولي ضد «الإرهاب»، حيث إن السحب والثلوج ستجعلان عملية القصف بالقنابل الموجهة بالليزر أمراً مستحيلاً، كما أن القليل فقط من الطائرات يمكنه العمل بكفاءة فوق الارتفاعات الشاهقة لسلاسل الجبال الأفغانية.