حذر الوزراء العرب الذين زاروا دمشق الرئيس بشار الأسد من إمكانية خروج الأزمة السورية من الإطار العربي وطالبوه بوقف العنف فوراً, حسبما أفادت صحيفة القبس الكويتية أمس الأحد نقلاً عن مصادر عربية واسعة الاطلاع. وذكرت الصحيفة أن الوفد العربي طالب الأسد ب»وقف العنف بشكل سريع لإفساح المجال أمام جهود الوساطة لتحقيق الغاية المنشودة، وهي وقف نزيف الدم السوري». كما أكد الوفد بحسب الصحيفة «ضرورة الاستجابة للجهود العربية قبل أن تتحول القضية إلى خارج البيت العربي، بما يجنب المنطقة إجراءات عقابية دولية». وكان الوفد أجرى محادثات مع الأسد يوم الأربعاء في دمشق. وطالب الوفد الوزاري أيضاً الأسد ب»تزويد الجامعة العربية بخارطة طريق واضحة للإصلاحات التي يعتزم النظام السوري القيام بها» مع التأكيد على «ضرورة أن تتضمن هذه الخارطة مواعيد محددة لهذه الإصلاحات». كما طالب الوفد بأن «يكون الحوار بين النظام السوري والمعارضة خارج سوريا», لأن «المعارضة لا تجرؤ على الجلوس على طاولة واحدة في سوريا». وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال إن القوى الغربية تخاطر بالتسبب في «زلزال» يحرق الشرق الأوسط إذا تدخلت في سوريا وذلك بعد أن دعا محتجون إلى توفير حماية خارجية من حملة قتل فيها ثلاثة آلاف شخص. وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة صنداي تليجراف البريطانية إن الدول الغربية «ستزيد الضغط دون شك». وأضاف أن «سوريا هي المحور الآن في المنطقة. إنها خط الصدع وإذا لعبتم بالأرض فتتسببون في زلزال. هل تريدون أن تروا أفغانستان أخرى.. عشرات من (أمثال) أفغانستان». وقال الأسد «أي مشكلة في سوريا ستحرق المنطقة بالكامل. إذا كانت الخطة هي تقسيم سوريا.. فسيعني ذلك تقسيم كل المنطقة.» من جهة أخرى دعا الناشطون المطالبون بالديموقراطية السوريين إلى التظاهر أمس الأحد للمطالبة بتجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية. ودعا المحتجون على صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011 إلى «أحد تجميد العضوية» تحت شعار «أوقفوا دعمكم للقتلة». وقالوا «جمدوا عضوية القتلة في الجامعة العربية». وذكرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» أن 19 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم يوم السبت في عدد من المدن السورية، ليرتفع بذلك قتلى الاحتجاجات السورية على مدار اليومين الماضيين إلى ما يقرب من 60 قتيلا. وفي المقابل, ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن حشوداً من المواطين توافدوا إلى ساحة الشهداء بمحافظة السويداء «دعما لبرنامج الإصلاح الشامل والقرار الوطني المستقل وتأكيداً على الوحدة الوطنية ورفضاً للتدخل الخارجي بجميع أشكاله وللمؤامرة التي تستهدف أمن واستقرار سوريا».