استذكر سياسيون وأكاديميون وإعلاميون مناقب المغفور له بإذن الله ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود والصفات الحميدة التي كان يتمتع بها الفقيد من دماثة الخلق وحب الخير واهتمامه الشديد بقضايا الأمتين العربية والإسلامية. واعتبروا أن وفاة الأمير سلطان مُصاب للأمتين العربية والإسلامية وأن الشعور بالحزن هو شعور واحد بين الأشقاء الأردنيين والسعوديين. وأشاروا إلى لقاءات جمعتهم مع الأمير سلطان، في حديثهم ل «الجزيرة» تبين فيها اهتمام الفقيد الواضح والحب العميق الذي كان يكنه إلى الأردن قيادةً وشعباً وإصراره على الوقوف بجانب الأردن في الظروف الصعبة، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال السفير الأردني في السعودية جمال الشمايلة: إن السفارة الأردنية في الرياض تلقت بحزن كبير نبأ وفاة الأمير سلطان وأن مصاب الإخوة السعوديين هو مصابنا لما تتمتع به العلاقات الأردنية السعودية من أخوة ومشاركة في كل الظروف والمناسبات. وشدد الشمايلة على اعتبار الأمير سلطان من القيادات السعودية المحبوبة جداً لدى الأردنيين لما للفقيد من مواقف تاريخية مشرفة تجاه الأردن. وأضاف الشمايلة: إن الأمير سلطان كان يكنّ الحب الكبير لجلالة الملك عبدالله الثاني والمغفور له جلالة الملك الحسين وإن العلاقة التي كانت تجمعهم علاقة أخوة وانسجام في مختلف القضايا وعلى كافة الصعد العربية والدولية. وذكر الشمايلة أن الأمير سلطان كان من الحرفية والذكاء بمكان أهّله إلى تولي مناصب عليا في السعودية حين شغر منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام قبل أن يصبح ولياً للعهد في العام 2005. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الدكتور محمد الحلايقة: «تألمنا لنبأ وفاة الأمير سلطان»، ونحن في مجلس النواب ولجنة الشؤون الخارجية بالمجلس نتقدم من خادم الحرمين الشريفين بأحر مشاعر العزاء والحزن على هذا المصاب. وأضاف الحلايقة: كان لي شرف اللقاء بالأمير سلطان في العام 2003 حين كنت نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للصناعة والتجارة آنذاك، ولمست خلال اللقاء مدى الحب الذي حمله الأمير سلطان للأردن ولجلالة الملك عبدالله الثاني، معتبراً أن ذلك ليس غريبا على شخصية مثل الأمير سلطان الذي تربى في مدرسة والده الملك عبدالعزيز وإخوانه الملك فهد والملك عبد الله الذين جُبلوا على التواضع وحب الخير. من جانبه قال رئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتور جواد العناني: إن أعمال الأمير سلطان هي خير دليل على الأخلاق التي تمتع بها سموه وترجمها خلال مسيرة حياته بدعمه للمشاريع الخيرية والوقوف إلى جانب الضعفاء ومساعدتهم. وذكر العناني إن الأمير سلطان حمل مسؤولية الأمانة بالدفاع عن السعودية والأشقاء العرب حين كان وزيراً للدفاع السعودي في ثمانينيات القرن الماضي واستطاع قيادة دفة وزارة الدفاع السعودية بقوة وحزم جنّب المنطقة كثيراً من الويلات. وركز العناني في حديثه على أهمية الدلالات لنعي جلالة الملك عبدالله الثاني للأمير في كلمة افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت على عمق العلاقات الأردنية السعودية وحجم اهتمام القيادة الأردنية بالإخوة السعوديين والحرص على مشاركتهم أحزانهم في كل الظروف. واستذكر العناني هدوء الأمير سلطان وبشاشة وجهه في لقاءين جمعهما أثناء زيارة الأخير إلى الأردن، مؤكداً على أن الشجرة الطيبة لا بد لها من فروع طيبة أيضا في إشارة إلى ابنيه الأمير خالد والأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز اللذين التقاهما بحكم عمله وزيراً للخارجية ورئيساًً للجمعية العلمية الملكية. وقال العين ووزير الإعلام السابق صالح القلاب: إن الجميع يعي الدور الكبير الذي قام به الأمير سلطان في مسيرة السعودية وإنه كان يتمتع بسمعة طيبة جداً وإن أياديه كانت دوماً بيضاء وممتدة لأبناء وطنه وللشعوب العربية. وأضاف القلاب: إن الأردنيين لن ينسوا موقف الأمير سلطان حين فجع الأردن بوفاة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال حين قال «الأردن بؤبؤ العين». وأعرب الدكتور عادل الطويسي رئيس الجامعة الأردنية عن حزنه وزملائه الأكاديميين لوفاة الأمير سلطان مؤكداً على عمق العلاقات الأردنية السعودية التي ساهم بتقويتها الفقيد بشكل مباشر، ما انعكس بوجه عام على قطاع التعليم في الأردن. وذكر الطويسي أنه لمس من خلال موقعه كرئيس للجامعة الأردنية اهتمام الطلبة السعوديين في تلقي تعليمهم الجامعي وخصوصاً الدراسات العليا في الجامعات الأردنية بشكل عام لشعور سائد عند الطلبة بقرب الثقافة وعدم الشعور بالغربة بين أهلهم وإخوانهم الأردنيين. وأضاف الطويسي إن الجامعة الأردنية ومن منطلق الواجب سترحب وتسخر إمكانياتها أمام الطلبة السعوديين الدارسين فيها لإقامة أي نشاط يستذكرون به مناقب الفقيد . وكان الديوان الملكي السعودي أعلن عن وفاة الأمير سلطان فجر أمس الأول السبت بعد صراع طويل مع المرض وأمضى فترات طويلة خارج السعودية للعلاج. يشار إلى أن الأمير سلطان من مواليد الخامس من كانون ثان 1931 وهو الابن الخامس عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور ووالدته هي الأميرة حصة بنت أحمد السديري.