مضت سنّة الله في الذين خلوا.. والموت مصير حتمي لكل حي، إنه السبيل الذي كتبه المولى عزَّ وجلَّ على كل من تنفس الهواء وسرت فيه الحياة أن يذوق كأس المنون ويتجرّع غصصها وهذا الزرع الذي تحويه الكرة الأرضية من بني آدم سيحين قطافه وحصاده يوماً {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (الرحمن26). لقد أعانه الله عزَّ وجلَّ أن يجمع كل أنواع الكرم الحسِّي المتأصل في طباع هذا الرجل العظيم وما تلك الابتسامة التي تبدو على محيّاه في جميع أحواله إلا تعبيراً صادقاً عن كرم الأخلاق وكرم النفس التي تربى عليها سلطان بن عبد العزيز يقول زهير بن أبي سلمى في وصف منهم أمثال سلطان بن عبد العزيز. تراه إذا ما جئته متهلّلا كأنك تعطيه الذي أنت سائله كم فجع بك يا أبا خالد قلب لطالما هدأته وأسعدته وكم حزن على فراقك طفل وطفلة ممن ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت فوجودك الأب الحاني والمنفق الباذل، وكم فقدك من يتيم ومعاق وبائس ومحتاج. لقد مات سلطان.. ولكن الله أحيا به أمماً وشعوباً... سيظل فيها نبت الإحسان يسري كأعذب الجداول المنسابة من أعالي الجبال الشماء.. غيب في التراب لكنه ترك فوق التراب ملحمة من الخير لن تنسى. فمن لي بمثل سلطان الوفاء والعطاء والخير فليبتهج البخل وليسعد ولكنه فرح مؤقت فإن سلطان الكرم قد ترك عدداً من المؤسسات الخيرية ستستمر في مواصلة العطاء وليعلم البخل أن هناك في مجتمعنا أمثال سلطان سواء من إخوانه أو من أبناء شعبنا الوفي. وأخيراً سأترك التعبير للطفولة لأن العبارة ربما خانتنا نحن الكبار ونحن في هذا الموقف العصيب لم أجد تعبيراً يعبر عن ألم الفقد وفداحته إلا وحي الطفولة وبراءته إنها تلك الطفلة التي قالت: (بابا سلطان الله بيحبك وعلشان كذا قال خلاص يا سلطان أنت تعبت في الحياة تعال عندي علشان ترتاح وأدخلك جنات الفردوس). وداعا يا أميراً قد عرفنا.. نؤوب إلى البيوت ولايؤوب رحمك الله يا أبا خالد وأسكنك فسيح جناته. رئيس تحرير مجلة الإرشاد بالحرس الوطني