رفع عدد من المسئولين في الملحقية الثقافية والطلبة المبتعثين، أكفّ الضراعة لله عزّ وجل أن يتغمّد سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -، بواسع رحمته ومغفرته، وأن يجزيه على ما قدم لدينه ووطنه وأمته خير الجزاء ... وفي البدء بيّن الدكتور طلال بن عبد المجيد يوسف المستشار ومسئول الشئون الدراسية في الملحقية الثقافية بألمانيا، حزنه الكبير لوفاة سمو ولي العهد - رحمه الله - والذي يشاطره الشعور نفسه ملايين السعوديين في المملكة وخارجها، مستدركاً حديثه بقوله: (لقد فقدت السعودية والأمة العربية والإسلامية بسمة سلطان الخير التي لا تفارق ثغره كلمّا أطلّ علينا، فتبعث في قلوبنا الأمل والطموح في كل شبر في مملكة الإنسانية. تشرّفت بمقابلته عندما كنت طالباً أدرس في لبنان عند مقابلته للطلبة السعوديين الدارسين في لبنان، وتشرّفت بلقائه عندما كنت موفداً للعمل في الملحقية الثقافية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتشرّفت بمقابلته أيضاً عندما كنت ملحقاً ثقافياً في إيطاليا، وذلك عند افتتاحه «مركز الملك عبد العزيز للبحوث والدراسات الإسلامية» في أقدم جامعة في أوروبا وهي جامعة بولونيا. وفي كل مرة تزداد محبته في القلوب ويزداد الأمل عند سماع حديثه - رحمه الله - وأدخله فسح جناته وأسبغ الصبر والسلوان على أسرة آل سعود النبيلة وعلى قلوب محبيه، ولا نقول إلاّ حسبنا الله ونعم الوكيل و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. أما الطالب بندر السعدون، فقال إنّ وفاة سلطان العز والسؤدد لمصاب عظيم ذو وقع أليم على جميع السعوديين، فمن لم يعلم عن أفعال سلطان بن عبد العزيز، ومن لم يشاهد حرصه على قضاء حوائج الناس فرحمه الله، كان منذ شبابه عضداً وسنداً لوالده وإخوته من بعده ملوك المملكة، شاهدنا سلطان وهو يكفكف دموع اليتامى ويمسح على رؤوسهم، وسمعنا سلطان عندما قال ما أنا هنا إلا لخدمتكم لا ابتغي منصباً ولاجاهاً، رأيناه وهو يقبّل رؤوس جنوده من المرضى رغم أنه لم يمض على وصوله من رحلته العلاجية عدا يوم واحد.. تتسابق الكلمات وتتنافس المعاني في وصفه - رحمه الله - ولكننا لا نملك له الآن وهو بين يديْ خالقه إلاّ الدعاء والرحمة، وكذلك أظهرت الطالبتان جيهان عبد الحكيم الصعيري ووجدان عبد الحكيم الصعيري من حزن وألم عن هذا المصاب الجلل واصفتين الأمير سلطان بالرجل المتواضع المتبسط مع الناس رغم مسئولياته ومهامه العديدة. إضافة إلى إنجازاته التي شملت مختلف الجوانب، ففي الجانب الصحي مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الطبية والتي باتت من أرقى المدن الطبية في الشرق الأوسط، ومن الجانب الثقافي، فهناك زخم كبير يتنوّع بين مراكز ثقافية وكراسي أبحاث في جامعات سعودية وأجنبية، إضافة إلى مؤلّف القرن بحق الموسوعة العربية، وفي الجانب العسكري فهناك قطاعات القوات المسلحة المختلفة والتي تشهد بكفاءتها وقدرتها الدول المتقدمة، فالمنظمات والمنشآت التي وضعها سلطان الخير تكفينا عن القول، ولكننا ندعها تتحدث عن صانعها، داعيتين المولى عز وجل أن ينزل على سلطان الخير شآبيب رحمته. وزاد والدهما الأستاذ عبد الحكيم الصعيري قائلاً: بقلوب حزينة مؤلمة أرفع آيات التعازي إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، وإلى أبناء الفقيد والأسرة المالكة، سائلين الله عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته .. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وعن ردّة فعله عندما سمع خبر وفاة الأمير سلطان، تحدث المبتعث فيصل فهد السردان قائلاً: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، لقد وقع عليّ خبر وفاة سلطان الخير كالصاعقة وأحزنني كثيراً، ولكن هذه سنّة الله في أرضه وأسأل الله له رحمة واسعة، وأن يجعله ممن يحبهم فيبتليهم قبل أن يأخذ أماناتهم، وأعزّي نفسي قبل أن أعزّي الأمة الإسلامية والشعب السعودي، وبالأخص الأسرة الحاكمة وأسأل الله أن يصبرنا ويصبرهم في فقيدنا الغالي، ويديم الصحة والعافية على خادم الحرمين الشريفين وجميع أفراد الأسرة الحاكمة، وأن يحفظهم لنا وللأمة الإسلامية. مضيفاً المبتعث عبد الإله الشنقيطي بقوله: أتقدم بالعزاء لي ولكم بفراق الفقيد الغالي والوالد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله ووسّع له نزله، وأسكنه مع النبيين والشهداء ... اللهم آمين، وليعلم العالم كله أننا فقدنا رجلاً قلّ مثيله وندر.