بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - فقدت البلاد والأمة العربية والإسلامية رمزاً من رموزها الأوفياء، حيث أمضى حياته الحافلة بالمنجزات والأعمال الجليلة، قضاها في خدمة الدين والمليك والوطن والمواطنين والأمتين العربية والإسلامية، والمقام لا يحتاج إلى تعديد مآثره، بل المجال لا يتسع لحصرها ولو جزءاً منها، لكن سجاياه - رحمه الله - يدركها الجميع داخل الوطن وخارجه، لأن الأعمال الخيرية والإنسانية ظلت سمة من سماته، لصيقة به، وملازمة له طوال حياته. وعرف - رحمه الله - بمد يد العون لكل محتاج وضعيف ويتيم وأرملة وعاجز، ويجري ذلك الخير بين يديه بطريقة تلقائية ليس فيها تكلف، بل يقوم بها من دافع نفسي ومن حب للخير ورغبة في حل مشكلات الذين يطرقون بابه، بل لا ينتظر ذلك، إذ يتلمس احتياجات الناس ويقوم بتلبيتها رحمه الله.وإذا كان فقده الجلل مصيبة عظيمة ألمت بالأمة من أقصاها إلى أدناها فإن مصيبتي في فقده لها لون آخر ولها مناسبة خاصة، لأنه - رحمه الله - كان سبباً في حصولي على وظيفتي الحالية، حيث نما إلى علمه - رحمه الله - أني أبحث عن عمل، فأمر بتعييني في شركة الخطوط العربية السعودية، وكانت بداية حياة عملية طيبة لي ومصدر رزق لمن أعول وجزاه الله عني وعن أمثالي خير الجزاء وأسكنه الجنة في الفردوس الأعلى.