عبر معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز عن حزنه الشديد لحجم الفقد الأليم على الوطن والأمة الإسلامية بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وقال معالي الدكتور فهد السماري لهذا المصاب الجلل الذي وقع على الوطن والمواطن بفجيعة مؤلمة وأسى شديد: (نحمد الله الحي الذي لا يموت على كل حال، وجبر الله الرحمن الرحيم مصابنا ومصاب الوطن وباقي الأمة الإسلامية في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله رحمة واسعة-، فقد فقدنا رجل دولة محنك، وسياسي رحب الرؤية، وإنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، كان له دور كبير في بناء وطننا الشامخ؛ فقد كان سنداً قوياً لا يفتر لأشقائه الملوك، وعوناً لهم في المهمات والملمات، وكان -يرحمه الله- حامل راية العمل الخيري في المملكة العربية السعودية حتى جرى على لسان كل مواطن سعودي تسميته ب (سلطان الخير)؛ لدعمه المتواصل لأعمال البر والخير والعطاء، ليس في المملكة العربية السعودية فقط بل في كل بقاع الأرض، ولتبرعاته السخية في مجالات التكافل الاجتماعي والتعاضد الإسلامي، وليس هناك من شبر في الوطن إلا ول(سلطان الخير) فيه أثرٌ من خير وبصمةٌ من عطاء ولمسة إنسانية إسلامية حانية، فكان بمثابة العمد الرئيسي لمملكة الإنسانية التي نمت وشمخت وأثمرت في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- وحكومته الرشيدة. كتب عنه أحمد البديوي في كتابه المتوكل على الودود عبدالعزيز بن سعود واصفاً إياه وهو في فزة شبابه عند زيارة للكاتب للرياض؛ بأنه شاب نشيط يحب القراءة ويعشق الكتب ويمتلك حضوراً مؤثراً، كان أول عمل حكومي يقوم به هو تولي إمارة منطقة الرياض وعمره قد دخل العقد الثاني وذلك في عهد أخيه الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ثم تولى حقائب عدد من الوزارات المهمة؛ وهي وزارة الزراعة، ووزارة المواصلات، اللتين كانتا في بداية انطلاقتها نحو البناء والنماء، فكان من أسس فيهما الإستراتيجيات الأولى في هذا الاتجاه، وتلك مشاركة فعلية في بناء جانب كبير من الحياة المدنية للدولة السعودية الحديثة، ثم تولى وزارة الدفاع والطيران فبنى برؤيته البعيدة -رحمه الله- جيشاً متكاملاً كان له دور مميز في حفظ أمن البلاد حين حلت بعض الأزمات بالمنطقة، وصار الجيش السعودي الأبي بشبابه وعتاده وطيرانه يزرع الطمأنينة في قلب المواطن وروح الوطن، كما تولى سموه ملفات سياسية من ذات النفس الطويل؛ مثل قضايا الحدود مع بعض الدول المجاورة، فأظهر براعة سياسية ودبلوماسية حكيمتان أدت إلى حل شائكيتها وأنهتها بدون رجعة. وأضاف معالي الأمين العام للدارة حول شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز:(أكاد أجزم أنه كان -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- هو وزير الدفاع والطيران الوحيد في العالم الذي كان يبتسم فينشر الطمأنينة والسلام والمحبة بابتسامته الرحبة التي تعكس شخصية ودودة وكريمة العطاء للصغير والكبير وللقريب والبعيد، كاسراً تلك الصورة الصعبة والمعقدة لوزير الدفاع التي دائماً ما تكون متجهمة ومقطبة وتحمل التهديد والقلق أينما حلت، وتقذف القلوب والمكان بالخوف وكأن الحرب أوشكت بالوقوع، لقد كانت ابتسامته في دلالاتها السياسية والوطنية تتسع لكل الوطن ولكل المواطنين كما كان قلبه يتسع للجميع فأحبه الجميع. وعن دوره -رحمه الله- في دعم المسيرة الثقافية والعلمية ومؤسساتها في المملكة العربية السعودية ومنها دارة الملك عبدالعزيز قال معالي الدكتور فهد السماري:(سموه -رحمه الله- كان داعماً لكل مسارات التنمية الوطنية ومنها الثقافية والبحثية، ولعلنا نذكر هنا بالكراسي العلمية التي حملت اسمه -رحمه الله-، ويتحمل تكاليفها من ماله الخاص في مجالات عدة، مثل المياه والبيئة وغيرها، فكانت بمثابة القناة الدافعة لحركة البحث العلمي للأمام ونحو مزيد من النهوض بها لآفاق جديدة وملفات علمية مستقبلية، فضلاً عن دور جامعة الأمير سلطان في بناء تقاليد علمية عريقة للتعليم العالي الأهلي، وتبرعاته السخية لكثير من المؤسسات العلمية في سبيل الصعود بها في مواجهة مسؤولياتها وجها لوجه، ودعم طموحاتها بالتشجيع والتحفيز والعطاء، ودارة الملك عبدالعزيز من تلك المؤسسات التي لقيت دعم سموه -رحمه الله-، حيث كان يتبرع سنوياً لصندوق الدارة لمساندة رسالتها العلمية والوطنية، وإيماناً منه -رحمه الله- بدورها في تأصيل مبادئ الوطنية والمواطنة الحقَّة؛ من خلال توثيق التاريخ الوطني وتقديمه لكافة الأجيال بصورة تليق بمكانته في السجل التاريخي وإشراقته المتوهجة في استقبال المستقبل والجديد، وهذا ما جعل دارة الملك عبدالعزيز تنهض بمهامها في هذا الجانب تحت رعاية ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، كما أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- من أكبر الداعمين لمشروعات الدارة العلمية، أيضا كان -رحمه الله- من أوائل الشخصيات من الأسرة المالكة التي قدمت لدارة الملك عبدالعزيز المقتنيات الخاصة للملك المؤسس -طيب الله ثراه- وهذا كان له الأثر الكبير في تحقق الرمزية التاريخية للدارة من خلال ما يتم عرضه في قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية. ورفع معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري أحر التعازي إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- في هذا المصاب الجلل، ومقام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، ولأبنائه وذويه والمواساة لباقي الشعب السعودي الأصيل، داعياً المولى عز وجل أن يتغمد فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية في فسيح جناته، وأن يجزيه عن المسلمين والإسلام خير الجزاء وعظيم المثوبة.