ورحل عنا صاحب الابتسامة والقلب الرحيم لكنها إرادة الله وسنة الحياة، فقد غاب عنا الأمير الإنسان (سلطان الخير ) أمير المواقف الإنسانية التي تشمخ جنبا إلى جنب ومواقفه السياسية وابتسامته الأبوية ، رجل دولة كرس حياته لخدمة دينه ووطنه وشعبه وأمته العربية. لقد رحل صاحب الابتسامة التي لم تكن تغيب حتى في أقسى الظروف وتخلق الأمل في السراء والضراء و تخلق التفاؤل في وجوه الفقراء والمساكين وأبناء الوطن حتى بادله الشعب الحب والوفاء ومنحه كثيرا من الألقاب التلقائية التي تعبر عما يقوم به من مجهودات في المجالات كافة، عرفناه سلطان الخير وسلطان القلوب وأمير الإنسانية وسلطان العطاء، حفلت مسيرته بكثير من الإنجازات والأعمال التي خلدت في وجدان الشعب ولم يقتصر عمله الإنساني على المؤسسة الخيرية فقط حيث كان لايتردد في مساعدة الفقراء والمساكين من أي باب أتوا، لايرتاح وهو يعلم بمريض يشكو الألم، ولا يخالجه شك عما يفعله حبا في وطنه و إكراما لشعبه، ولا يمكن ذكر التاريخ الحديث للدولة السعودية الثالثة إلا ويذكر في متن سطوره إنجازات و نجاحات أبي خالد فقد كان ركناً أساسيا ومهما في تاريخها. أعزي الشعب السعودي الفقير قبل الغني والمساكين قبل ميسور الحال فهم أكثر حزنا برحيل (سلطان الخير)، وأعزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع و الطيران ، وأبناء الفقيد و بناته والأسرة المالكة الكريمة ، سائلا المولى عز وجل أن يحسن إليه بقدر ما أحسن للفقراء والمساكين والمرضى والأطفال و الأيتام والأرامل ، وأن يسكنه فسيح جناته ، فكم كان بارا بوطنه، وصادقا مع شعبه. * الكلية التقنية في عنيزة