رَحَل عن دنيانا الفانية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ؛ نعم كان مصابنا فيه عظيماً ، وكان فِراق سموه صعْباً أليماً ؛ وعليه سكبنا الآهات والعبرات !!نعم فقدت بلادنا بل أمتنا والعَالم بأسره قائداً محنكاً ، ورجل حكمة ومواقف !رحل ( سلطان ) ؛ وأحس بلوعة رحيله الضعفاء والمساكين ، رحل ( سلطان الخير ) مَن ملك القلوب بأفعاله النبيلة ، وطيبته وحنانه وابتسامته الصافية العذبة !!(رحل سلطان ) وتغنىت بمآثره الحناجر ، والكلمات بمختلف اللغات واللهجات.ولكن لعل من أصدق المشاعر في حب سلطان ما رسمه ذلك المشهد المفعم بالبراءة ودفء المشاعر ، ذلك المشهد الذي تناقلته وسائل الإعلام ، ومختلف مواقع ومنديات الإنترنت ؛ فقد كان تعبيراً صادقاً مخلصاً عما تكنه القلوب من حب ومودة للأمير الإنسان ( سلطان ) !!فمشهد ( سلطان البر والتواضع) وهو يستقبل ذلك الطفل ذا الاحتياجات الخاصة ، مبتسماً في وجهه ، ثم محتضناً له ؛ كان أنموذجاً للتواضع والعطاء ، ثم كلمات ذلك الطفل التي انسابت من شفتيه ببراءة وتلقائية لا زيف فيها ولا مجاملة ، قال : ( أنا أحبك ) ، فهتفت معها كل القلوب ( نعم نحبك ) ياسلطان الخير ونهر من العطاء !!يحبك أيتام كنت لهم الوالد ، ويحبك مساكين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء حتى قدمت لهم المسكن الذي يؤويهم !يحبك فقراء حول العالم قدمت لهم المساعدات المالية والتعليم والدواء !يحبك ذوو الاحتياجات الخاصة ؛ فقد منحتهم الرعاية والاهتمام ، والتأهيل الطبي !يحبك شعب مخلص كنت له الأب والوالد والقائد.يحبك وطن كنت أنت الدرع الحصين لحدوده ، فطورت أدوات وقدرات جيشه !!رحل سلطان البر والعطاء والخير ؛ غادر دنيانا ، ولكن بقيت ينابيع فضله وخيرة رقراقة يستظل بفيئها كل محتاج !رحل ( سلطان ) وهذا قضاء الله وقدره ولا راد لقضاء الله ؛ حيث لا نملك إلا الإيمان والتسليم والخضوع لأمر الله عز وجل.فالعزاء والمواساة نرفعه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولإخوان ( الفقيد الغالي ) وأبنائه وللأسرة المالكة ، وكافة الشعب السعودي الطيب !وندعو الله عز وجل أن يتغمد( فقيدنا الأمير سلطان ) بواسع رحمته ، وأن يعظم له الأجر والمثوبة على ماقدم وصنع لوطنه وأمته إنه سميع مجيب الدعاء.