فاجعة الوطن برحيل الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين رحمه الله واسكنه فسيح جنانه لا يمكن التعبير عنها مهما جادت القريحة بالكلمات فهو سلطان الخير بكل معاني هذا الوصف فلطالما كان سلطانا بالعطاء والبذل. فحتى بعد رحيله هو معطاء بما تركه من دروس للوطن تحكي عن نفسها وتقدم منهجا عظيما لمن يسعى لعمل الخير ويجتهد بالتفاني لخدمة دينه ووطنه فالاعمال الانسانية داخل وخارج المملكة تشهد على فهم عميق كان يتمتع به رحمه الله لدور المسئول القائد ويعكس بشكل أساسي اخلاقيات المسلم الذي يقدم العمل الخير على كل عمل. فقد جسد الأمير سلطان رحمه الله افضل صورة عن مملكة الإنسانية وعن منهج وطننا العظيم وأصالة مدرسة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه التي ترعرع فيها ونهل منها حس القيادة والخلق الإسلامي الفاضل فجمع بين خصائل عدة قدم بها للمجتمع السعودي والعربي والاسلامي منهجا علميا متكاملا يقتدى به في شخصية الانسان العربي المسلم ممثلا لدولة هي قبلة الإسلام والمسلمين باسمى معاني وقيم ديننا الحنيف خلقا وقولا وعملا. ولقد كان للجانب الاقتصادي في حياة الأمير سلطان غفر الله له الدور البارز في عطائه على مدى حياته العملية الطويلة الزاخرة بمنجزاتها وإبعادها الإستراتيجية مما انعكس تطورا وتقدما على الاقتصاد الوطني فبرنامج التوازن الاقتصادي يعد مثالا حيا على فكره الثاقب لأهمية تنويع مصادر الدخل بالاقتصاد الوطني وتوطين التقنية تجلت بإعادة استثمار ثلاثين بالمائة من قيمة العقود مع الشركات الأجنبية حتى يكون المردود على الوطن أكبر واوسع هذا بخلاف رئاسته للجان المنوط بها تطوير وهيكلة الأجهزة الحكومية وقد أنجز الكثير من خطط التطوير التي ارتقت بالأداء الحكومي بوتيرة متسارعة انعكست إيجابا على كافة الجوانب الداعمة للاقتصاد رحم الله الأمير سلطان وأسكنه فسيح جنانه لقد أثرى بما قدم وانجز خزينة الوطن بعمله الإنساني والإداري مقدما بذلك طريقا سهلا وقدوة لكل مسئول وساع لعمل الخير مؤسسات وأفراد.