لا يستطيع المرء أن يعبِّر عن مشاعر الحزن والأسى لوفاة فقيد الأمة الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله - حيث تعجز الكلمات، ويتوقف القلم، ويصبح التعبير عاجزاً عن إبراز المشاعر، لأن الفقد كبير، والمصيبة عظيمة، والحزن واسع، والجرح عميق ونازف. لا يستطيع المرء أن يعبِّر عن مشاعر الحزن والأسى لوفاة فقيد الأمة الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله - حيث تعجز الكلمات، ويتوقف القلم، ويصبح التعبير عاجزاً عن إبراز المشاعر، لأن الفقد كبير، والمصيبة عظيمة، والحزن واسع، والجرح عميق ونازف. لقد فقد السعوديون حكومة وشعباً، ركناً مهماً من أركان هذا الكيان الكبير الذي أسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - في بنائه وتشييد قواعده وأساسه منذ عهد والده جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - حيث تولى المسؤوليات منذ وقت مبكر فأدرك الملك المؤسس - رحمه الله - نبوغه وفكره وسعة أفقه فولاه إمارة الرياض، ومنذ ذلك الحين وحتى وفاته - رحمه الله - ظل سلطان الخير يعمل بكل الجد والإخلاص والوفاء من أجل الدين والمليك والوطن والمواطن والأمتين العربية والإسلامية. لذا كان الفقد كبيراً تردد صداه في جميع أنحاء البلاد وفي المحيط العربي والإسلامي والدولي، لأن سلطان - رحمه الله - لم يكن يعمل فقط من أجل المملكة وشعبها، ولم تكن عطاياه قاصرة على حدود الوطن، بل امتدت يداه الكريمتان إلى كل بقاع الدنيا، لذا كان الحزن عالمياً والصدمة عالمية والفقد عالمياً أيضاً. الوطن أصابه الحزن وفقد رجلاً مهماً وركناً أساسياً فيه، وكذلك المواطنون والمقيمون والمسلمون في كل مكان أصابهم الحزن والألم والأسى، لكن عزاءهم أن سلطان الخير رحل بجسده وترك كل تلك القيم باقية بيننا، ولئن توارى الجسد عنا فستبقى المآثر والسجايا والبصمات الناصعة والأعمال الخيرية التي تحولت إلى عمل مؤسساتي منظّم يكفل الديمومة والاستمرارية بإذن الله تعالى. لقد ظل الخير مرتبطاً بشخص سلطان أينما حلّ وأينما رحل طوال حياته التي قضاها فاعلاً للخير بلا حدود، وبعد حياة زاخرة بالعطاء والجهد والبذل وحب الوطن وخدمة المواطن والأمة العربية والإسلامية، رحل سلطان وترك الخير مستمراً يرفد الحياة، بروح العطاء، ومنهج البذل، وحب الناس، وعون المحتاج، ومساندة الضعيف، ورسم الابتسامة في وجوه الحزانى والمحرومين. رحل سلطان العطاء، بعد أن اختار لنفسه مكاناً مرموقاً، في كل القلوب، وموضعاً غالياً بين الحنايا وسيظل حب الناس لسلطان العطاء ما بقيت مآثره الطيبة تفوح بعبق الحب والخير والإنسانية التي ظلت ملازمة لسموه - رحمه الله - طوال حياته التي قضاها في خدمة شعبه ووطنه وأمته. رحم الله الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمة واسعة وأنزله منزل الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وجبر كسر الأمة في فقده وألهم البلاد قيادةً وشعباً والأمة العربية والإسلامية الصبر وحسن العزاء ، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ولا حول ولا قوة إلا بالله.