عندما تفقد عزيزاً عليك يكون كل شيء من حولك مظلماً، فكيف إذا كان العزيز هو سلطان المحبة وسلطان الخير وسلطان العلم وسلطان الإمارة، وقل ما شئت عن شخصية امتد عطاؤها لما يقرب من ستين عاماً أفناها في خدمة دينه ووطنه وأمته، وأينما أدرت النظر تجد لمسة لسلطان هنا أو هناك وعلى مختلف الأصعدة المحلية والعربية والعالمية. وحتى أكون دقيقاً في معرفة حقائق يلمسها الأبعدون قبل الأقربين تلكم المسابقة القرآنية في أندونيسيا التي أضحت علماً مضيئاً في الشرق الآسيوي ترفع مناراتها صوت الحق بدعم وعناية واهتمام من سلطان -رحمه الله- الذي يعتبر أنه قد فاز باختيار هذه الدولة وغيرها اسمه ليكون (داعماً) لأهم تشريع وهو دين الله العظيم، وقس على هذا التراث المليء بالعطايا والهبات التي در بها -رحمه الله- على الجمعيات الخيرية والمؤسسات الدعوية ومكاتب الجاليات والمراكز الإسلامية في العالم، فلا يخلو بلد بل جامعة في الدنيا إلا وتحمل شخصية سلطان عبر الكراسي العلمية والأبحاث والتآليف والمطبوعات التي وصلت إلى طلاب العلم شرقاً وغرباً. وكذا الدعم الإنساني الذي كنت أسمعه من صوته -رحمه الله- عندما تقام حملات جمع التبرعات للكوارث في العالم أجد المتابعة الدقيقة عبر اتصاله المباشر في الاستديو أو أثناء زياراتي له -رحمه الله- فيؤكد بأنها (حملة عظيمة)، وهذه أذكرها في قصره بالعزيزية بعد أحداث باكستان الشقيقة. وكل موقف يكون فيه سلطان نجد أن الخير يتتابع مباشرة ويتدفق من جمعية سلطان الإنسانية. ويصعب على شخص مثلي حصر تلك المواقف والمآثر التي يحفل بها سجل سلطان الناصع، فهناك المساجد والمدارس وكل أمر فيه خير إلا وعطاء سلطان يجري في جداولها. ومع هذا كله.. فالكلمات قد تعجز عن تعداد تلك الأيادي البيضاء للقلب الرحيم والإنسان العطوف، ولكن أكبر وصف سمعته في إحدى احتفالاتنا معه -رحمه الله- عندما أعلن أخوه سلمان على الملأ (أن سلطان جمعية خيرية متنقلة بذاتها). رحم الله الفقيد سلطان الأب والقلب العطوف والإداري الناجح، وعزاؤنا إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي على فراقه، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (وإنا على فراقك يا سلطان لمحزونون). والله يتغمدك برحمته ويسكنك أعالي الجنان. المستشار الإعلامي - بوزارة الثقافة والإعلام