حطت أسراب من الحزن وألم الفقد فوق أغصان ما بين مسافات النفس والروح، فالحدث جسيم والفقد عظيم والمصاب جلل. إنه حدث هز أفئدة الناس ليس على صعيد الوطن فحسب بل على كافة الأصعدة العربية والإسلامية والعالم أجمع بعد أن تلقينا نبأ وفاة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رحمه الله، وذلك لما يتمتع به من مكانة سامية في نفوس الناس بحبه للخير وبأياديه البيضاء. فكان غيثاً للفقير وناصراً للمظلوم وماسحاً لدمعة اليتامى والأرامل والثكالى والمكلومين، فبرحيله فقدت الأمة رجلاً من رجالاتها العظماء الذين حباهم الله بالحكمة والحنكة وسداد الرأي. لقد رحل عنا سلطان الخير ولكن عبق ذكراه باق في القلوب وفي شموخ إنجازاته الإنسانية والحضارية التي ستبقى خالدة على مر العصور. فبغيابه تفقد المملكة العربية السعودية رمزاً وعلماً مضيئاً من أعلامها الأوفياء المخلصين الذين تفانوا في تحديثها والنهوض والرقي بها إلى مصاف الدول المتقدمة المتحضرة. من هنا لا يسعني إلا أن أرفع أحر التعازي وصادق المواساة لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإلى مقام سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وإلى أصحاب السمو الملكي الأمراء أبناء الفقيد وإخوانه وأحفاده وعائلته، وإلى كافة الأسرة المالكة الكريمة وإلى الشعب السعودي الأبي.. سائلاً الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ