كنت في طفولتي أردد اسمه وأحبه جداً, كنت أراه الوالد الحنون على أطفاله فكل مشاهد الأبوة تنطبق عليه, يضحك مع الأطفال يتصور معهم.. يحملهم إلى أحضانه, يسألهم ماذا تأمرون؟ ويلبي احتياجاتهم.. هكذا هو سلطان الخير, الاسم المعروف بيننا منذ طفولتنا.. فلولا خيره الذي عم أرجاء البلاد لما رسخ ذلك المسمى في عقولنا وقلوبنا التي تحبه منذ الطفولة ومازالت. حزنت كثيرا على فراقه الذي كان صدمة لكل فرد سعودي عاش حياته مع سلطان الخير. عندما سمعت خبر الوفاة, وأنا أستعد للذهاب للعمل شعرت بكابوس ورجعت بي الذاكرة إلى الطفولة, وإلى أيام قد نسيتها بسبب مشاغل الحياة وقسوتها تذكرت كيف كنت أفرح عند زيارته لجازان كنا طلاباً أيامها في المرحلة الابتدائية.. كنا ننتظره على الطريق الذي سيمر منه ونحمل أعلاما وصورا ولافتات ترحيبية بمقدمه الغالي, وحين يرانا نرفع صوره ترحيبا به يلوح, رحمه الله , بيده البيضاء التي لها من الحسنات الكثير, سلطان كان لنا الشيء الكثير نحن الأطفال في حينها فهو الأب وهو الرجل الذي لا مثيل له في تواضعه وحبه للخير. إن فقد الأمير سلطان ليس بالأمر السهل, لأنه سيترك فراغاً كبيرا في قلوبنا التي ارتبطت بحبه منذ الطفولة فالحب الذي يرسخ من الطفولة يبقى ولا يزول مهما كانت الظروف, لأن الأمير سلطان تواضع لله فرفع قدره وسخر حب الناس له. كبار السن يبكون عليه فقد أشفقت على تلك المرأة العجوز التي تقول: سلطان ليس له مثيل وتبكي عليه بحرقة كأنه أحد أولادها . هكذا الشعب كله يبكي سلطان الخير .. الذي ملأ القلوب بحبه. إنني أرفع خالص العزاء لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, حفظه الله والنائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز , وكافة الأسرة المالكة , وأعزي جميع أفراد الشعب السعودي , في هذا المصاب الجلل , سائلا الله أن يرحم فقيدنا ويدخله فسيح جناته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} .