كم هو المصاب جلل ، وكم يعتصر القلوب الألم وتمتلئ الحلوق مرارة بفقد واحد من أبرز رجالات المملكة هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الذي فاضت روحه الطاهرة إلى الخالق جل وعلا بعد رحلة طويلة من العطاء الثري والحب الصادق للوطن ولأبنائه ومن أجل أن ترتقي المملكة وطناً وأرضاً وإنساناً إلى موقع العزة والكرامة وبناء صرح كبير من النهضة والتقدم والرقي الحضاري والإنساني. ولقد ظل الأمير سلطان يرحمه الله على مدى مسيرة مديدة من العمل والإنجاز مشغولاً بكل ما يحصن درع الوطن ولتبقى رايته دوماً عالية خفاقة ترفرف بكل عزة وإباء في سمائه، ودفاعاً عن حياضه، فكان يرحمه الله صقراً من صقور المملكة الأشداء الذين وقفوا بكل يقظة في سبيل تعزيز درع الوطن وردع كل الطامعين وجعلهم يدركون أن ثرى المملكة وسماءها وبحارها هي خط أحمر بل مقبرة لكل من تسول له نفسه أن يغامر أو يقامر بتدنيس طهرها وعزتها وكرامتها. كما كان الأمير سلطان شريكاً وساعداً قوياً لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولأشقائه ملوك المملكة، ولهذا فستظل ملحمة الحب والعطاء التي نسجها الأمير سلطان نوراً يضيء لكل السالكين لدروب العزة وحب الأوطان، حين بذل بكل ما يملك من جهد وقدرة من أجل رفعة الوطن وإعزازه ورخائه وتقدمه، وستظل ناراً تحرق كل الطامعين والمعتدين على قدسية الوطن، والله نسأل أن يتقبل الأمير سلطان في جنات الخلد وأن يتنزل عليه بشآبيب الرحمة وأن يبدله داراً خيراً من داره. ولا أملك في هذه اللحظات الحزينة وفي هذا المصاب الفادح أن أرفع إلى خادم الحرمين الشريفين أسمى مشاعر العزاء وأصدق المواساة، كما أعبر عن أحر العزاء لذوي سمو الأمير سلطان وإلى الأسرة المالكة وإلى الشعب السعودي كله في فقد ابن الوطن البار صاحب العطاء الكبير والذي يستحيل حصره أو وصفه، فالسجل واسع والعطاء غير محدود ولم تحده حدود، فقد كان سموه سخي العطاء لكثير من المحتاجين في أرجاء العالم الإسلامي بل وغير المسلمين.