بدأت معرفتي مع أمير منطقة الحدود الشمالية صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود منذ اللقاء الأول قبل عقد من الزمان.. حيث بادرني بالسلام وطالبني أن أكمل دراستي العليا.. وشد من أزري.. ووجه لي نصائح ذهبية وثرية ما زلت أحفظها عن ظهر قلب.. فقد جمع بين عظيمين.. ولاية الأمر لكل أبناء المنطقة.. وسعادته بكونه والداً كبيراً لكل المواطنين دون تفريق.. أو تمييز.. وجمع بين القوة واللين.. وبين المحبة والردع لكل المسيئين.. لا تجد من هو أقوى منه.. ولا تجد من هو أحنّ وأعطف منه لكل المواطنين.. *** رجل يمقت الظلم.. ويمقت الكذب والدجل وقول الزور.. واضح كالشمس.. ونقي بفطرته ومحبته وفضله وإحسانه.. يستقبل الناس بلا موعد.. وجعل من مكتبه الخاص مضرباً لكل الأمثال.. حيث لا يمنعك أحد من لقائه.. ولا أحد يفرق بينك وبين ولي أمرك.. لا أحد يحجب القول ويمنع السؤال ويضع الحواجز.. عندما مرض والدي الشيخ فرحان الديدب - رحمه الله - وقف موقفاً عظيماً ومشرفاً وخالداً لا ننساه.. حتى نلقى الله عزَّ وجلَّ.. حيث السؤال اليومي عن صحته وزيارته في المستشفى والمنزل.. ومن ثم علاجه على حسابه الخاص.. وأخيراً تعزيتنا بفقيدنا ومواساتنا وتكريمنا كل ما حضرنا في مجلسه الخاص والعام.. وتعجب عندما تعلم بأنه قد عمل مثل هذه المواقف مع كل الناس.. فلم يرد مظلوماً.. ولم يقفل أبوابه بوجه مواطنيه.. ونال كل التقدير والمحبة طوال سنوات حكمه لمنطقة الحدود الشمالية. *** والمتتبع لسيرة سموه يجد فيها صفات مشتركة مع والده الكبير صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود ابن عم المؤسس الموحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.. والذي شارك مع المؤسس في حروبه بدءاً من معركة فتح الرياض سنة 1319ه وحتى تأسيس المملكة العربية السعودية سنة 1351ه حيث ورث الأمير عبدالله بن مساعد آل سعود من والده قربه من الله ومخافته من الذنب.. وعدله.. وإحسانه.. ومحبته أن يسود العدل والمساواة بين كل الناس.. *** ففي مجلسه العامر بالناس تجد الدروس الحقيقية.. وتجد الأبوة الحانية والتي تكفي لكتابة آلاف كلمات الثناء والحب والتقدير حيث يأسرك بأقواله وحلمه ورحمته لكل زواره.. يسأل عن الجميع.. عن ذلك المريض.. عن المحتاج.. عن المشاريع الخيرية.. عن الأيتام ولا يتوانى في زيارة المرضى ومساعدة المحتاجين. فكل (العقود الخمسة) الماضية التي حكم فيها سموه إمارة منطقة الحدود الشمالية بكل أمانة وإخلاص لم تزده إلا تواضعاً وحلماً والحرص على مواصلة النشاط والإنتاج.. ففي مجلس سموه ما يملأ القلب فرحاً وسعادة، فالكل يأتي.. كبيراً وصغيراً غنياً وفقيراً.. يتحدثون مع الأمير بكل سهولة وشفافية ووضوح.. وتجد سموه على الرغم من كثرة الارتباطات والمشاغل.. يتحدث مع هذا.. ويداعب هذا.. ويوجه وينجز في حزم وقوة وتواضع.. فمن أقوى من سموه في الحق.. ومن في كرمه وطيبته.. وعطفه وإحسانه.. فالعدل شعاره الأول والذي أعلنه طوال السنوات الماضية.. فلا صوت يعلو فوق صوت الحق.. ولا محسوبيات وواسطات فالجميع في مستوى واحد.. فكل من عمل مع سموه يؤكد حرصه على مباشرة كل الأمور بصورة شخصية والتأكد من كافة الإجراءات والحرص على خدمة المواطنين.. ومساعدتهم وتقديم العون لكل الناس.. *** وما مشاهداتي من مجلس أمير الشمالية إلا دليل مضاف يؤكد صدق الأقوال وعظمة الأفعال.. وما سعادة المواطنين لبقائه كل هذه السنوات إلا دليل واضح على صدق العطاء.. وعظمة الإنجاز. وعندما تقابل سموه في مكتبه في الإمارة تلاحظ أن سموه أولاً لم يضع سكرتيراً قبل الدخول إليه.. فقط تستأذن وتدخل وتقول ما تشاء دون خوف أو تردد وسوف تشاهده فور دخولك يهمّ من كرسيه ويقف ويسلم بكل تواضع على الصغير والكبير.. وتجده مستمعاً أكثر من متحدث.. حريص على أن يسود العدل. فلا يتعامل إلا بحجة وإثبات كل قول حيث تغلب على شخصية سموه المميزة محبة العمل ومحبة الإنجاز والتميز والبعد عن حديث «الوعود».. فقد تعلمنا من سموه أن الأحاديث لا تغني ولا تسمن من جوع.. وأن العمل هو أساس النجاح وسر التألق والتقدم. *** ولن أنسى حديثه المفعم بالأبوة الصادقة عندما استقبلنا في مكتبه مؤخراً.. وودعنا.. وشكرنا على خدماتنا في المجلس البلدي منذ عام 1426ه ولمدة ست سنوات.. قال: (لم تقصروا وقد أديتم أعمالكم بكل جهد وبلا تهاون).. وغادرت مكتبه ولم أعلم أنني سأعود مرة أخرى للمجلس البلدي عن طريق التعيين هذه المرة.. بعد أن تشرفت بنيلها كعضو منتخب في الدورة الماضية.. ومن ثم نائباً لرئيس المجلس البلدي.. وفاجأني القرار الرسمي.. مما حملني مسؤولية مضاعفة هذه المرة بعد نيل «ثقة المواطنين» وثقة المسؤولين في منطقة الحدود الشمالية وعلى رأسهم سمو أمير المنطقة.. وثقة سمو وزير الشؤون البلدية والقروية.. حفظهم الله جميعاً.. عضو المجلس البلدي - عرعر [email protected] [email protected]