سؤال عريض قذف به في وجهي رياضي مطِّلع وعلى إلمام كبير بالنواحي الرياضية ومتابع لها بدقة.. يقول (هل منع الظواهر السلبية التى يصدرها الاتحاد السعودي لكرة القدم على الرياضيين في الملاعب، هو عام أم أنه يختص بفئة دون أخرى)؟! والسؤال بهذه الصيغة غير مفهوم يحتاج الى توضيح، وكان ردي (لم أفهم)! وهنا أخذ يشرح باستفاضة.. يقول صديقي العزيز موضحاً الصورة.. أنا أتحدث عن قرار منع قصات الشعر والقزع الغريبة عنا وعن ملاعبنا من قبل اتحاد كرة القدم قبل تفشي الظاهرة، حيث صدرت قرارات تعطي للحكم الرابع منع أي لاعب من النزول الى الملعب والمشاركة في المباراة، بعد أن يكون المراقب الإداري والمراقب الفني سبقاه قبل ساعة من المباراة بالتفتيش ومعاينة اللاعبين. وهذا قرار جيد وحكيم صفق له الجميع. وسؤالي هل هو خاص باللاعبين فقط، أم أنه يطبق ويسري على غيرهم من أدوات اللعب مثل الإداريين وحكام كرة القدم؟.. ماذا سيكون الأمر إذا ذهب الحكم إلى غرفة الملابس يعاين (قصات) اللاعبين وعلى رأسه (الحكم) قصة قزع أو ذيل الحصان أو جزيلة أو كدش؟! ضحكت حتى استلقيت على ظهري قبل أن أرد على صديقي، لكنه كان جاداً، فواصل بحماس وهو يقول.. ما هو الموقف إذا وقف الحكم الأول أو الحكم الرابع أمام لاعب شاب قبل إحدى المباريات، ومنعه من الدخول لأنه (مخالف) وفيه مظهر غير مقبول في مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا هي (قصة الشعر)، فرد عليه اللاعب.. يا أخي يا أيها الحكم العزيز أنت أيضاً مخالف، فأنت على رأسك (باروكة) عليك أن تزيلها أولاً، أو تمنع نفسك قبل أن تمنعنا، عليك أن تبدأ بنفسك، ثم رفض اللاعب وتضامن معه زملاؤه بعدم الخروج من الملعب إلا بعد أن يخرج الحكم؟! الأمر واحد، تلك (مخالفة) وهذه مثلها، فلماذا يُطلب من اللاعبين (الصغار) والشباب (الطائشين) أن يلتزموا وأن يمتنعوا ولا يمنع الحكم (القاضي) والقدوة ويسمح له؟ والسؤال يستحق الطرح على لجنة الحكام وعلى اتحاد كرة القدم، كيف يُمنع لاعب الى حد حرمانه من المشاركة مع فريقه لأن على رأسه قصة (قزع) مثلاً، ويسمح لحكم بقصة أو حكم يرتدي الباروكة أن يدير المباراة؟ والباروكة أشد وقعاً وسوءاً وحرمانية، بل إن فيها حديثاً شريفاً، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لعن الله الواصلة والمستوصلة).. والسؤال للجنة الحكام.. ما هو الموقف إذا وقف حكم أمام لاعب على رأسه قزع أو قصة غريبة، وقال له (شيل القصة تلعب)، فرداللاعب وأنت (شيل الباروكة قبل ما تحكم)؟! كلام مشفر - شيخنا الفاضل الشيخ صالح الفوزان يقول (الرجل لا يجوز له أن يلبس الباروكة، لأنه يظهر بصورة غير صورته الحقيقية وربما تكون صورة فيها تشبه بالنساء أو تشبه بالكفار أو غير ذلك)، (انظر المنتقي من فتاوى الفوزان). - يخوض الفريق الاتحادي اليوم مباراته الهامة في الدور نصف النهائي ضمن البطولة الآسيوية، وهو مطالب بأن يواصل المسيرة ويخرج بنتيجة جيدة من مباراة اليوم -بإذن الله- تسهل له العبور في مباراة الإياب والتأهل الى النهائي. - تجارب الفريق الاتحادي في البطولة عديدة وكبيرة وخبرة لاعبيه واسعة، والوصول الى هذه المرحلة ليس إنجازاً للفريق، بل إن الوصول الى النهائي لن يعد إنجازاً للفريق الذي وصل إليه ثلاث مرات وحمل اللقب فيها مرتين. - رغم التحديات الكبيرة التى أطلقها مدرب ولاعبو فريق تشونبوك الكوري قبل مواجهة اليوم، وتأكيدهم على خطفهم بطاقة التأهل من جدة، ورغم قوة الفريق الذي لم يخسر على أرضه منذ خمسة أشهر، والصلابة التى أظهرها في مشواره الآسيوي إلا أن الاتحاديين يكنون له كامل الاحترام لكنهم لا يهابونه ولا يرعبهم. - الخوف الاتحادي حتماً يأتي من لاعبيهم أولاً، ومن مدربهم ثانياً، الخوف من ديمتري أن (يخبص) وأن يكون جباناً في اختياره للتشكيلة فيلعب بطريقة دفاعية ومهاجم واحد وهو على أرضه وبين جماهيره، وقد أثبت له لاعبو الفريق أنهم يكونون أفضل وأقوى مراساً عندما يلعب بطريقة هجومية، والدليل مباراة الشباب الأخيرة. - الخوف الآخر من ديمتري هو أن يرضخ للضغوط، فيلعب معتمداً على النجوم وليس على عناصر العطاء، ولا يلجأ الى إخراج بعض الأسماء عندما ترهق أو لا تقدم المطلوب منه، مع أن مباراة الشباب كانت رسالة عملية من لاعبيه تؤكد أن الفريق أقوى كمجموعة ولا يعتمد على لاعب مهما كان اسمه. - إذا حضرت روح الاتحاد، واللعب الجماعي كفريق واحد والاعتماد على كل الأسماء من غير تعطيل فإننا لن نهنئ الاتحاديين بالفوز فقط وإنما بإذن الله بالوصول الى النهائي، وعندها لكل حادث حديث.