كشف مؤشر عن تحسن في التفاؤل بالأعمال بالمملكة مدعوما بالمبادرات الحكومية المحفزة وسط بيئة عالمية تتسم بتباطؤ ملموس في نمو الاقتصاد وتم اجراء مسح المؤشر للربع الرابع من 2011م والذي يطلقه البنك الأهلي التجاري و»دان آند براد ستريت» في سبتمبر الماضي في فترة اتسمت الفترة بضعف في الطلب العالمي والتجارة الدولية، فضلاً عن تدهور في ثقة الأعمال و المستهلكين وقال الدكتور سعيد الشيخ كبير الاقتصاديين لمجموعة الأهلي إن قطاع الأعمال في المملكة يخطط للاستمرار في التوظيف على الرغم من الآفاق السلبية للإقتصاد العالمي للشهور المتبقية من السنة. ومن الشركات التي تم مسحها في القطاع غير النفطي فإن 53 % يخططون لزيادة التوظيف خلال الربع الرابع، في حين أن 45 % لا يتوقعون زيادة في أعداد الموظفين. وأن الصورة أكثر وضوحاً في قطاع النفط، إذ إن 75 % من المشاركين في المسح يتوقعون زيادة في التوظيف، بينما 25 % لا يتوقعون أي تغيير. وابان الشيخ أن «استمرار التحسّن في الإقراض إلى جانب الاستثمار الحكومي الكبير في البنية التحتيه قد ترك أثراً إيجابياً على نشاط الإنشاء، حيث ارتفع مؤشر التفاؤل لقطاع الإنشاء إلى أعلى مستوياته عند 74 نقطة. إاضافة إلى ذلك فإن 70 % من الشركات التي تم مسحها أشارت إلى توقعاتها بزيادة صافي الربح في الربع الرابع ليصل مؤشر التفاؤل الصافي الربح 67 نقطة».وأضاف الشيخ:في دلالة على استمرار تحسن التفاؤل، فإن 51 % من الشركات العاملة في القطاع غير النفطي تخطّط للاستثمار في توسعة نشاطها في الربع الرابع من 2011، مقارنة ب 37 % للربع الرابع من 2010». من جانبه قال السيد مانجيت شابرا، مدير «دان اند برادستريت» لجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط المحدودة : ظلت الشركات السعودية متفائلة جداً حول آفاق الأعمال للربع الرابع من السنة؛ وبلغ مؤشر التفاؤل بالأعمال المركب لقطاع النفط والغاز أعلى مستوياته عند 63 نقطة، بينما بلغ مؤشر التفاؤل للقطاع غير النفط والغاز60 نقطة، وهي مستويات جيدة. وفي القطاعات غير قطاع النفط تميزت قطاعات الإنشاء والتجارة والضيافة بالتفاؤل البالغ في المدى القصير. وتعكس التوقعات المتفائلة في قطاع الإنشاء تعزز الثقة جراء الإنفاق المخطط له من جانب الحكومة في الإسكان وغيره من مشاريع البنية التحتية. بيد أنه لوحظ بعض الاعتدال في مؤشرات قطاعي الصناعة والنقل والاتصالات. وأيضاً ظل القطاع النفطي مسماً بالتفاؤل البالغ، عاكساً زيادة إنتاج النفط الخام وارتفاع أسعاره خلال الشهور الماضية. كما توقع معظم المشاركين في المسح من قطاع النفط أسعار بيع أعلى خلال ربع السنة القادم، على الرغم من الدلائل الواضحة التي تشير إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي. وأيضاً يبقى التضخم يشكل مصدر قلق للمشاركين في المسح .ووفقا للمؤشر فإن الآفاق الخاصة بالعوامل التي يمكن أن تؤثر سلباً على الأعمال في الربع الرابع من 2011 تنبئ عن بيئة أعمال مؤاتية. وأبدى 46 % من المشاركين في المسح أنهم لا يتوقعون ظهور أي عوامل سالبة خلال الربع . ولا يزال توفر العمالة الماهرة يشكل أهم مصدر قلق لنسبة 25 % من منشآت الأعمال، في حين توقع 11 % من المشاركين أن الحصول على التمويل قد يؤثر على أداء الأعمال في الربع الرابع. وتخوف 14 % من منشآت الأعمال من العوامل التضخمية في المدى القصير. وأبدى 51 % من الشركات عزمهم على الاستثمار في توسيع أعمالهم في الربع الرابع من2011، مقارنة ب 48 % في الربع الماضي. يُذكر أن مؤشر «دون وبرادستريت» لتفاؤل الأعمال على نطاق واسع بأنه مقياس رئيسي لنبض مجتمع الأعمال، ويستخدم كمعيار أساسي موثوق لدى المستثمرين وصناع السياسات وغيرهم من المراقبين على الصعيد الاقتصادي على نطاق العالم. وجاء مؤشر تفاؤل الأعمال بالمملكة كأحدث إضافة إلى سلسلة «دون وبرادستريت العالمية»، ويتم إعداده بالتضامن مع البنك الأهلي التجاري، ويصدر على أساس ربع سنوي.