ربما أن القناعة الكاملة بعدم موافقة المحكمة الرياضية (الكاس) على الاستئناف المقدم من قبل ابن همام جعلت الصيني جي لونج والإماراتي يوسف السركال والبحريني الشيخ علي الخليفة والكويتي الشيخ طلال الفهد وأخيراً الأمير عبد الله بن مساعد يبادرون إما بالترشح وإعلانه جدياً أو المناورة والتفكير، وما يعنيني أن الانتخابات القادمة - فيما لو خسر ابن همام استئنافه - سيكون محورها الغرب الآسيوي إلا إذا تحرك الأمير عبد الله بن السلطان احمد شاه لاستعادة مسيرة والده، كما تنقل بعض وسائل الإعلام الماليزية، فهنا سيكون الوضع أكثر تعقيداً على اعتبار أن أصوات الوسط والجنوب قد تعقد لصالح ممثلينا بالغرب الآسيوي..! الانتخابات وصراع المناصب لعبة أصبحنا - كسعوديين - لا نجيدها في السنوات الأخيرة بعد أن كنا رأس الحربة فيها في كل مكان بل إن دورنا المحوري أصبح بيد الآخرين ولن أكشف سراً إذا قلت إن السعودية كادت أن تخسر مقعدها بالمكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي في الكونغرس الأخير بقطر لولا الوقت المستقطع الذي طلبه ابن همام..!! السعودية أيضاً أصبحت الرقم المهمش في الاتحاد الجديد وأعني اتحاد غرب آسيا؛ فالأمير الأردني علي بن الحسين أصبح اللاعب الأول بعد أن خرج فجأة ليخطف منصب نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد غرب آسيا وصاحب صناعة الإستراتيجيات القادمة، بل أصبح يتكلم نيابة عن بعض الدول ومباركتها لتوجهاته. وأعتبر ذلك ذكاء من الحسين واستغلالاً لحالة التوهان التي تمر بها بعض الدول المؤثرة ما بين العجز عن فهم المرحلة القادمة وطبيعتها وما بين التمسك بالماضي والتلذذ بالسلطة داخله..!! ابن همام كان وفياً مع السعودية وأتخم لجان الاتحاد الآسيوي بالأكفاء لدينا بل زاد بتنصيب شخصيتين سعوديتين على هرم لجنتين مهمتين هما التسويق ولجنة دوري المحترفين الآسيوي (المدلج والنويصر) لكن صراع المرحلة القادمة سيكون حاداً على اعتبار أن الاتحاد الآسيوي سينقسم إلى قسمين: الموالون لابن همام وخصومه..!! اليوم هي فرصة سانحة لنا أن نستعيد منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (غرب آسيا) بعد أن تنازلنا 2005م طواعية للسركال حيث كان الراحل عبد الله الدبل يستعد لتبوأ المنصب؛ إذ إن السركال أعلن ترشحه لمنصب الرئيس مما يعني أننا أمام فرصة سانحة وقوية لإعلان ترشيح شخصية سعودية لمنصب النائب لغرب آسيا قبل أن نعيد مسلسل المجاملات ونتنازل مجدداً لصالح مرشح آخر وهكذا نظل تابعين لا متبوعين..!! أهمية ترشيح شخصية لمنصب نائب الرئيس تنبع من التخطيط لخطف مركز الرئيس في انتخابات 2015م أو ما بعدها؛ فالمصالح تتعقد كثيراً وأطراف اللعبة بازدياد شديد وإن كنا نعتقد أننا ما زلنا بعنفوان قوتنا فلنتساءل جدياً: هل كان من الممكن أن نحصل على ما حصلنا عليه لولا وجود ابن همام؟ سيرحل ابن همام اليوم أو غداً مرفوع الرأس والفرق أن هناك من رسم اللعبة بعده ووزع كل شيء وهناك من لايزال يتفرج..!! لماذا حضر الصيني جي لونج إلى الأردن لاجتماع اتحاد غرب آسيا؟؟ ولماذا وزعت المهام على الإمارات والبحرين والكويت فيما الكيال والسهلي حضرا كمتفرجين وكأنهما يمثلان نيبال؟؟!! نحن نملك أرضاً اقتصادية وسياسية وتاريخية صلبة جداً لا نتعاطى مع مخرجاتها داخل معترك القارة الآسيوية رياضياً لأننا نسير وفق إستراتيجية قديمة ومتهالكة تغيرت كل معالمها الآن وهو ما يستوجب النظر مجدداً بالدور السعودي القادم..!! كان كونغرس 2010م بقطر ناقوس خطر حقيقي كشف واقعنا أمام دول أقل منا إمكانات وتاريخا وامتدادا اقتصاديا وسياسيا لكن الفرق بيننا وبينهم أنهم استطاعوا فهم اللعبة جيداً بينما نحن أقل دافعية لفهمها رغم أن الذكاء لا ينقصنا..!! أمامنا منصب مهم ومتاح يجب أن نقتنصه بكل قوة وأمامنا شخصية تملك الكفاءة والخبرة والممارسة لشغله وأعني الدكتور حافظ المدلج الذي تشهد له طاولة الاجتماعات الآسيوية بالقوة والذكاء والقدرة على حفظ العلاقات مع الآخرين (الكاريزما).. يكفي أنه نتاج الأمير نواف بن فيصل..! قبل الطبع أقسى الأوقات عليك هي تلك التي لا تتعلم منها شيئاً..!!