(أعتقد أن النشر الالكتروني سيغزونا حتما بحكم قوانين التطور، فالزمن لا يمكن ان يعود الى الوراء، فقد كان النشر الورقي مرحلة من مراحل استيعاب المعلومات وقد سبقتها مراحل عديدة وستتلوها مراحل اخرى). بهذه الجمل المفيدة ينطلق الأستاذ محمد عدنان سالم مدير دار الفكر في دمشق، ونائب رئيس الاتحاد العام للناشرين العرب. * * * * والذي بين يدي كتاب عنوانه (الكتاب في الالفية الثالثة لا ورق!! ولا حدود!!) صنفه الاستاذ سالم عن هموم الكتاب وواقعه وحاضره ومستقبله ومرضه وتواريه ومعارضه وحدوده وورقه كتب كل ذلك ولا يخبرك مثل خبير!! لهذا سوف اكتفي باختصار الكتاب من خلال فصوله وأفكاره لتعميم الفائدة أولا، ولأن أفكاره واقعية بعيدة عن حديث الأماني والتخرصات والرغبات التي يسوّغها الأمل الأعرج او التطلع الجاهل!! يأتي المؤلف في أول فصوله مقرراً حقيقة بسيطة يقول فيها: (لم يشهد التاريخ الانساني في رحلته الطويلة تحولات ذات إيقاع مغرق في التسارع كالذي شهده في القرن العشرين المشرف على الأفول,, فلا يزالون على قيد الحياة، أولئك الذين كانوا يستخدمون الفوانيس للانارة والحطب للوقود، وعربات الخيول و(الطنابير) للنقل والجمال لنقل الحجاج، والنواعير والمكابس اليدوية لمتح مياه الآبار,,,). من هنا يبرز حقيقة التسارع التي لا يدركها كثير من هذه الوجوه التي تراها، أناس يراهنون على كل شيء بعلم او بدونه ومنها (الكتاب) هذا الناقل المريض للمعرفة!! وفي فقرة أخرى (ها نحن اليوم بقايا حضارة توقفت منذ عهد عن العطاء وعجزت عن المشاركة في المسرح العالمي واعتراها ما يعتري الشيوخ من التفات عن تخطيط المستقبل وصناعته الى انشغال بمعالجة مشكلات الحاضر واللواذ بأمجاد الماضي عسى أن تنفع أو تشفع). ومن هنا يؤكد المؤلف حقيقة بسيطة مفادها ان طول الأمد يعني الرتابة والاعتياد على أداء الشيء نفسه بطريقة التكرار التي تبعده تدريجا عن دوافعه ومقاصده، وبالتالي عن إنتاج فوائده وثمراته حتى يصبح طقساً بلا مردود وشكلا بلا مضمون!! وهنا نصل الى خاتمة اليوم التي يقول فيها المؤلف (على صعيد القراءة,, تراجع عدد النسخ التي يطبعها الناشر من كل عنوان، إذ علىالرغم من تزايد عدد السكان الى 250 مليون عربي وتناقص عدد الأميين بسبب قوانين التعليم الإلزامي فان الناشر بات لا يطبع من أكثر عناوينه رواجاً أكثر من ثلاثة آلاف نسخة، مما يشي بأن امة (اقرأ) أصبحت لا تقرأ)!! وللمقال بقايا al- Arfaj@ hotmail. com