يعيش الوطن العزيز هذه الأيام مناسبة غالية على الجميع، وهي ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية بفضل الله تعالى على يد المؤسس الفذ والقائد المحنك الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، سليل المجد والملك وربيب الشجاعة والإباء، فجده الإمام فيصل بن تركي القائد الملهم وجد أبيه الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية الذي شهد له بتميزه شجاعة وأنفة وإصراراً وحنكة وشكيمة.. والملك عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- جمع هذه الصفات وكان بتوفيق الله تعالى أهلاً ليحمل عبء توحيد المملكة واستعادة ملك آبائه.. فتحقق له ما أراد بفضل الله تعالى؛ فقد كان منذ نعومة أظفاره يحمل هماً ثقيلاً أرقه ويفكر وهو صبي صغير بعقل رجل رزين حنكته التجارب..، لم يعرف طيش الشباب ولم يخلد للعيش الهانئ إنما كان وجهه وهمته كلها لتحقيق غاية سامية وهي توحيد الوطن وبناؤه، فقام مستعيناً بالله تعالى متوكلاً عليه وهو شاب يافع بجمع وبناء وطنه ليكتمل بإعلان دولته باسم المملكة العربية السعودية لتصبح أنموذجاً للدولة الفتية ذات الجذور العميقة في التاريخ أصالة ومجداً. إن هذه الذكرى التي نحتفل بها ذكرى غالية علينا جميعاً، فقد تحقق خلال مسيرة التنمية مشروعات كبرى وإنجازات عظيمة.. وقد شهد المجتمع السعودي نهضة حضارية جديدة نتجت عن النمو الهائل لتطوير واستخدام التقنيات الحديثة.. وشهدت المملكة نهضة تنموية عظيمة وأصبحت تقف في مصاف الدول المتقدمة في العديد من المجالات في ظل عملية التطوير والتحديث اللتين تمر بهما بلادنا، ويأتي التطوير التقني أحد شواهد العصر على هذا التقدم ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- القيادة حمل همَّ الوطن وأوقف لحظات وقته على تحقيق رفاهية المواطنين فعهده الميمون -هو امتداد للعهود المباركة من قبله- يشهد نقلة تنموية رائدة -شكلاً ومضموناً-؛ فعلى الرغم مما يشهده عالم اليوم من اضطرابات إلا إنه وبفضل الله تعالى يبقى هذا الوطن نائياً عن كل ما يكدر صفوه.. يعيش أمناً واستقراراً وبناءً. وقد سخر خادم الحرمين الشريفين وقته واهتمامه لبناء الوطن تنمية شاملة ونقلة حضارية ارتقت بالمجتمع إلى مصاف المجتمعات المتقدمة معيشة وتعاملاً مع معطيات الحضارة الحديثة -اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً- ومع التزام واعتزاز بقيم الدين الحنيف ومبادئه. إنّ الملك عبدالله -حفظه الله- تعالى منذ كان ولياً للعهد يولي قضية تدريب الشباب وتوظيفهم جل اهتمامه ويدعم بكل حماس أيّ مشروع يسهم في حل أو تخفيف تلك المعاناة. والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني حققت خلال الأعوام الماضية العديد من الإنجازات في مجال التدريب التقني والمهني كما تسعى دائماً إلى تطوير وتقديم وترخيص البرامج التدريبية التقنية بما يلبي حاجة سوق العمل في المملكة، والمؤسسة تعمل على إنشاء وتجهيز أكثر من (240) وحدة تدريبية ممثلة في كليات ومعاهد ستسهم في الارتقاء بمستوى برامج التدريب التقني والمهني من حيث مستوى جودة التدريب، وكذلك رفع الطاقة الاستيعابية في الوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة لما يزيد عن (300.00) متدرب ومتدربة في مختلف مدن ومحافظات المملكة مع اكتمال منظومة مشاريع إنشاء الوحدات التدريبية الحديثة. وقد حصلت المؤسسة على جائزة الإنجاز للتعاملات الإلكترونية الحكومية في دورتها الأولى في فرع (الريادة الإلكترونية), كما فازت المؤسسة -للعام الثاني على التوالي- بجائزة قياس التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية، التي تمنحها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات -بعد منافسةٍ مع عدد من الجهات الحكومية وشبه الحكومية على مستوى المملكة-؛ فقد حصلتْ المؤسسة على المركز الأول على قطاع التدريب والتعليم، والمركز الثاني على مستوى المملكة؛ نتيجة قيام المؤسسة بدور كبير في تطوير ورفع كفاية كثير من الخدمات التي تقدمها الإدارات والوحدات للمستفيدين من داخل المؤسسة وخارجها، من خلال تصميم وتطوير الأنظمة والتعاملات الإلكترونية. كما حصلت المؤسسة في التقرير الثالث لقياس التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية على 99.21%، وتمثلت نقاط التميز في أداء المؤسسة في البنية التحتية لأنظمة الحاسب، والتطور في التحول للتعاملات الإلكترونية، واهتمام المؤسسة بالتحول للتعاملات الإلكترونية، وتدريب وتطوير الموارد البشرية المتخصصة، وأمن البنية التحتية والمعلومات، والتميز في وضوح الرؤية للتحول الإلكتروني وقيام عملية التحول الإلكتروني على مهنية وجودة عالية. وتحرص المؤسسة دائماً على تحقيق التعاون مع القطاع الخاص من خلال برامج الشراكات الإستراتيجية مع القطاع الخاص لتنفيذ برامج متخصصة قطاعات الأعمال المختلفة، وهذا التعاون لاقى خلال الفترة الماضية ترحيباً من كبرى منشآت القطاع الخاص، حيث نجح في تحقيق نتائج إيجابية أسهمت بشكل كبير في سد الفجوة بين قطاعي التدريب والتوظيف، والتي تحقق بها حتى الآن إنشاء (30) معهداً متخصصاً في عدة مجالات. الجدير بالذكر أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ستشارك في فعاليات اليوم الوطني الحادي والثمانين بأكثر من (500) قائد وجوال وكشاف، وذلك في العديد من الفعاليات، ومن أبرزها (مخيم السلام العالمي الثاني)، والذي سيقام في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست). حيث ستستعرض فيه المؤسسة منجزات التقنية ومراحل التطور والنهضة التي شهدها قطاع التدريب التقني في عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-. كما ستقيم المؤسسة العديد من الفعاليات والأنشطة المختلفة بهذه المناسبة الوطنية في العديد من الوحدات التدريبية التابعة لها والمنتشرة في مختلف مناطق المملكة، حيث ستشمل تلك الفعاليات تنظيم مسيرة «سواعد بناء»، وإقامة العديد من المعارض التقنية التي تعكس أبرز ملامح التنمية التي تعيشها المملكة عموماً وفي مجال التدريب التقني والمهني على وجه الخصوص. * محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني