نقف اليوم مع الذكرى ال81 لتوحيد البلاد، وهي ذكرى وطنية تبعث على الفخر والاعتزاز، وفي ذات الوقت تحملنا مسؤولية مواصلة البناء والعطاء، نعم، إنه تاريخ عريق ومهاب، يمر بنا كل عام لنباهي به الأمم، حيث جمع المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - البلاد تحت راية واحدة صنعت أمة وكياناً عظيماً فريداً في نموذج وحدته. وحين تتزين مدننا اليوم بالرايات الخضراء ابتهاجا بذكرى توحيد الوطن، يحق لها ولأبنائها من أفراد الشعب السعودي الكريم، الفخر فيما تحقق من منجزات في مسيرة طويلة وذات أسس متينة من التنمية والبناء في شتى القطاعات والمجالات، حيث التعليمية والصحية والثقافية والاقتصادية، وحتى على صعيد المكاسب السياسية على الخارطة الدولية. إن هذه البلاد المباركة حين قامت على أسس وقيم أصيلة من التراحم والوحدة، والتي تنطلق من القيم العربية والإسلامية وكلمة التوحيد، صنعت بذلك نموذجاً للمواطنة الصالحة والنسيج الوطني الواحد، على أرض مترامية الأطراف، وهو نموذج فريد يحق لنا أن نفخر به بين الأمم ودول العالم أجمع. ويتمحور جوهر الاحتفال وأحياء ذكرى مثل هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب أبناء الوطن ومحبيه، وهم كثر ولله الحمد، في استذكار واستحضار حجم قصص الإنجاز والبناء أمام الأجيال، ليستلهموا منها ما يعزز تلك المنجزات ويحافظ عليها، واستشعار نعمة الله على هذه البلاد أن حقق لها الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي، حتى أصبحت اليوم من أهم 20 دولة على مستوى العالم. إن المنجزات الوطنية التي تحقق خلال المرحلة الماضية يجب أن تكون المرتكز الرئيس، بحيث يكون اليوم الوطني عام القياس والتحفيز لمواصلة حصد المنجزات واستشراف المستقبل، على مستوى كافة مكونات الدولة من الفرد في عمله أياً كان، مروراً بمؤسسات القطاع الخاص، وحتى المؤسسات الحكومية المعنية بالتخطيط ورسم الإستراتيجيات الوطنية. في مثل هذا اليوم، حين نحتفل بذكرى توحيد البلاد، يجب أن نتعاهد على تعزيز الانتماء والوحدة الوطنية، وعلو الطموح في الارتقاء بمكونات وطننا الغالي، التي يأتي الشباب فيها على رأس القائمة، لنكون بذلك قاعدة صلبة راسخة تشكل منطلقاً لنا نحو المستقبل، وبما يتواكب مع تطلعات قيادة وشعب المملكة ودورها الريادي والقيادي على المستوى العربي والإسلامي والعالمي. ختاماً.. وفي السطور الأخيرة في هذه الكلمة التي تنبع من القلب حباً ووفاءً لثراء هذه الأرض الطيبة المباركة، يجب على المؤسسات الرسمية ومؤسسات القطاع الخاص تعزيز جهود القيادة وتوجهاتها نحو مواصلة التقدم على مستوى كافة المجالات التنموية.