يأتي يومنا الوطني هذا العام في ظروف مختلفة ومتغيرة ما زالت تعصف بعالمنا العربي لا ندري متى وكيف وإلى أين تنتهي, وهذا بالنسبة لنا أمر يدفعنا في هذا التوقيت وفي هذه المناسبة التاريخية الغالية إلى أن نتجاوز هذه المرة اللغة التقليدية المألوفة, وأن نجعل من الفرح باليوم الوطن معنى ومن ذكرى وحدته قيمة.. أن نفهم بالضبط وبالأفعال لا بالأقوال ماذا يمثل لنا الوطن؟ ومن هو الجدير بحمل هويته والانتماء إليه؟ الاحتفاء بيوم الوطن أغلى وأرقى من مجرد شعار, علينا أن نكرس جميعا بمختلف فئاتنا ومواقعنا وتصنيفاتنا وتياراتنا مفهوم وحقيقة أن حب الوطن لا يتحقق إلا بالمحافظة على بيئة وأملاك ومكتسبات ومقدرات وأموال الوطن, وباحترام حقوق وأفكار وتطلعات وطموحات واختلافات الجميع بلا إقصاء أو استثناء, وبالالتزام بالقيم والعدل والمبادئ والأنظمة, بتحويل هذا الحب إلى سلوك وثقافة وممارسة على أرض الواقع, بالتخلص من آفة المحسوبيات والواسطة والتعصب, بنبذ العنف والضغائن والإيذاء والكراهية.. من حقنا أن نفخر ونتباهى بوطن الخير, وأن نكون كما القائد الكريم والملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز أوفياء له, ,نحافظ على أمنه واستقراره, نبني ونبذل ونعطي من أجل حاضره ومستقبله.. لا نريد حبا للوطن وللمدينة والمجتمع تزينه فقط الشعارات كتلك التي يتحفنا بها مترشحو انتخابات المجالس البلدية.. بدليل أن بين ما يقال عن حماية وصحة البيئة وبين ما يتراكم حول مخيمات الحملات الدعائية من أطعمة ومخلفات فرق شاسع يفضح الأمور من أولها.. بالمناسبة إقامة المخيمات في الشوارع والأحياء والميادين منظر غير لائق وضد الشكل والمبدأ والمفهوم الحضاري للانتخابات البلدية.. العدوى وصلت اللجان لا نلوم الجماهير السعودية على عزوفها عن الحضور أو عدم اهتمامها بمتابعة اللقاء المهم لمنتخبنا الأولمبي أمام شقيقه القطري هنا في العاصمة الرياض يوم الثلاثاء الماضي ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد لندن في صيف 2012م والذي خسره الأخضر بالتعادل بهدف لمثله, لا نلومها لسبب بسيط وهو أنه لم يكن لديها علم أصلا بهذه المباراة, نتيجة انشغال اتحاد الكرة ممثلا ببعض لجانه في الأيام التي سبقت المباراة بقضايا ذات ضجيج إعلامي أكثر من كونها تمثل مهام ودور وصميم عمل هذه اللجنة أو تلك, وتحديدا قضية صورة لاعب الهلال الكاميروني إيمانا, والتي اتضح فيما بعد أنها مفبركة, وبالتالي ورط اتحاد الكرة نفسه عبر لجنته القانونية في موقف محرج وفي إشكالية إدارية وقانونية لا تليق بموقعه ولا بمسئولياته, كما جاءت على حساب واجباته الأساسية الكبرى وما هو مفترض أن يهتم به في هذه المرحلة المفصلية للكرة السعودية على مستوى المنتخبين الأول والأولمبي.. كنا وما زلنا نتذمر من الأندية التي نقلت همها واهتمامها وحضورها وتخطيطها إداريا وفنيا وماليا من الملعب إلى صخب الإعلام, وإذا ببعض لجان اتحاد الكرة تمارس التوجه نفسه بطريقة أكثر خطرا وضررا من الأندية, الأسوأ من ذلك أن تصرفاتها وأفكارها وحتى قراراتها أصبحت تتجاوب بسهولة مع ضغوط أندية بعينها, وتتأثر إلى حد كبير بما تتناوله وسائل الإعلام والأقلام المرجفة, دون التدقيق والإلمام بمصداقية ومنطقية وأهداف ما يطرح, الأمر الذي جعلها متناقضة ومرتبكة في مواقف عديدة, ومتسرعة في قرارات انفعالية وأحيانا عاطفية خاطئة كلفت الكرة السعودية الشيء الكثير.. بعض المخرجين ممن تتحكم بهم ميولهم يعمد إلى الانتقائية والاستقصاد في اختيار لقطات معينة وإخفاء أخرى «كلام جريء» واعتراف خطير من المخرج التلفزيوني اللامع سعد الوثلان في حواره المنشور قبل يومين في الرياضية, كنا نتمنى لو أفصح عنه في حينه وفي مواقف سابقة معروفة ترتبت عليها قرارات تضرر منها البعض واستفاد منها البعض الآخر..