سادت حالة من القلق في أوساط أهالي شهداء ومصابي ثورة 25 يناير، عندما قام عدد من مؤيدي وأنصار الرئيس السابق حسني مبارك الموجودين أمام مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة بإطلاق الزغاريد ابتهاجاً بعد علمهم أن شهادة المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والتي استمرت قرابة الساعة ونصف الساعة أمام محكمة جنايات القاهرة أمس جاءت في صالح مبارك. فبمجرد خروج محامي مبارك والعادلي ومساعديه من قاعة المحكمة التف حولهم مؤيدو مبارك، ثم انطلقوا في حالة فرح هستيري وصلت حد إطلاق زغاريد وإطلاق أغان التأييد لمبارك. وهو ما أثار تخوف أهالي الشهداء والمصابين أن يكون المشير طنطاوي بشهادته التي أدلى بها قد تحول من شاهد إثبات إلى شاهد نفي في القضية. يذكر أن المحكمة سبق أن قررت حظر النشر في جميع وسائل الإعلام حول أي تفاصيل تتعلق بما يدور داخل جلسات الشهادة الخاصة بكبار المسئولين ومن بينهم المشير طنطاوي. واستمعت محكمة جنايات القاهرة أمس لشهادة سرية من المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، و6 من مساعديه. واستغرقت شهادة المشير حوالي 90 دقيقة وهو وقت قياسي مقارنة بالشهود السابقين في القضية الذين استمعت المحكمة لشهادتهم في عدة ساعات. ودخل المشير إلى قاعة المحكمة وسط حراسة أمنية مشددة وغير مسبوقة من الشرطة والجيش، وحضر جميع المتهمين الجلسة بما فيهم مبارك وتم إيداعهم داخل قفص الاتهام، ولم يُسمح بدخول قاعة المحكمة إلا لعدد محدود من المحامين. وسادت حالة من الهدوء الأجواء خارج مقر المحاكمة بأكاديمية الشرطة، حيث لم يوجد سوى العشرات من بعض النشطاء السياسيين وأنصار مبارك وأهالي الشهداء الذين رددوا هتافات مثل «يا مشير قول الحق مبارك قاتل ولا لأ». وأكد مصدر قضائي أن شهادة المشير طنطاوي ستحسم بشكل كبير مدى تورط مبارك في قتل المتظاهرين من عدمه.