يعتقد بعضهم أن «حب الوطن» وتذكره هو أمر «دنيوي» مستحدث، بينما رسولنا الأكرم محمد -صلى الله عليه وسلم- هو «المعلم الأول» لحب الوطن فقد روي بسندٍ صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال في حق مكة عند هجرته منها «ما أطيبك من بلدة وأحبك إلي ولولا أن قومك أخرجوني ما سكنت غيرك». بل إنه -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرج «الأزرقي» في «أخبار مكة» عن «ابن شهاب» عند حديث «أُصيل الغفاري» عن مكة لما قدم المدينة، وبعد أن أخبر عنها، قال له- رسول الله صلى الله عليه وسلم- «حسبك يا أصيل لا تحزنا». ولئن كان «الشعور» بحب الوطن «أمراً فطرياً» عند النفوس السوية فإنه يجب تهذيبه من المنظور الشرعي الصحيح، فحب الوطن من «علامات وأمارات» الإيمان كما قيل «قديماً»، وقد روي عن عمر «رضي الله عنه» أنه قال: «لولا حب الوطن لخرب بلد السوء». ونحن نعيش اليوم «ذكرى» ملحمة بطولية وحدة القلوب على أطهر بقعة، وأقدس وطن، ذكرى وحدة وطن في «يوم «كان تاريخ، ولكنه بفضل ما أعلن فيه من وحدة وقيام «كيان راسخ وثابت» أصبح يوماً لذكرى «صناعة التاريخ»، وهو المصادف «ليوم الجمعة» هذا العام حيث يجتمع المسلمون فيه لسماع «خطبة الجمعة»، ننتظر من «الأئمة والخطباء» تذكير المسلمين والمصلين بما أنعم «الله» به علينا في «المملكة العربية السعودية» من نعم كبيرة لا تعد ولا تحصى، بقيادة رشيدة معتدلة وعادلة، بفضل حنكة وحكمة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. «المحبة والتلاحم والتواصل والتكاتف والتآزر» من الأمور الواجب نشرها وحث الشباب على التمسك بها، لأنهم «صمام الأمان» لأغلى الأوطان، خصوصاً ونحن مغبونون من كثير من الناس على ما رزقنا الله به من خيرات وأمن وأمان وقيادة تراعي الله وتخاف على مواطنيها وتسهر لينعموا بخيرات وطنهم. تعودنا على الكثير من مظاهر الفرح والسرور والسعادة بهذه «الذكرى السعيدة « ليوم الوطن المجيد، فالقصائد تلقى والأغاني الوطنية تردد والأعلام ترفرف عالياً والكل يجدد الولاء والطاعة لهذا الكيان العظيم وقيادته المباركة، ولكننا نحتاج أيضاً «بموازاة» ذلك لمزيد من المحاضرات والندوات الثقافية لتستمر أكثر من «يوم واحد» عبر شاشاتنا، وفي مساجدنا، ومدارسنا يستضاف فيها نخبة من المشايخ والدعاة وطلبة العلم والمفكرين والمثقفين للتذكير بعظم الحدث، ونشر المواطنة الصالحة بيننا، وتبصير المواطن بالأخطار التي تهدد وطنه، وتحصينه ضد الأفكار المشوشة التي يمتلئ بها الانترنت ووسائل التواصل العديدة والفضائيات التي تبث الآراء الهدامة. كنت سعيداً «بالأمس» وأنا أسمع وأسجل مشاعر «أطفال الوطن» عقب تسجيلهم أوبريت «بلادي السعودية» الذي قدمه «برلمان الأطفال» بالمتحف الوطني، فأصدق المشاعر تأتيك دوماً من الطفل، فهو يتحدث ببراءة وتلقائية ليعكس ما يشعر به. تقول لي طفلة صغيرة «خلقنا على هذا التراب ونحب بابا عبدا لله كثير»، ومن منا يا صغيرتي لا يحب هذا «الإنسان العظيم» القائد والأب الذي يتمتع بطهارة قلبه، وحسنسريرته، نحن شعبه أقرب الناس إليه نشعر بدفء وصدق مشاعره نحونا، أجمعت قلوب «السعوديين» على حبه، وارتفعت أصوات المسلمين بالدعاء له. لقد عقد لنا «عهده الزاهر» موعداً متجدداًً مع الأيام المجيدة، في ذكرى توحيد «أقدس وطن» نحبه «فطرة وعبادة». وعلى دروب الخير نلتقي.