في مناسبة اجتماعية التفت إلي صديق يستفسر ما إذا كان الاسم (محمد بن عبدالله بن سليمان المهنا في الدائرة الثالثة بمدينة الرياض) الوارد في بيان المرشحين لعضوية المجلس البلدي هو أنا فقلت «نعم» فتسأل بعفوية «ولكن لماذا ترشحت؟» وكان جوابي مباشراً وسريعاً «لحاجة الرياض لبعض ما يشغل بالي ورغبتي في المساهمة بذلك» فقال متهكماً «يا حظ الرياض فيك» ثم أردف «أصلاً المجلس البلدي ماله خانة من الإعراب، البلدية تقرر والبلدية تنفذ، والمجلس يبصم، وكل أعضاء المجلس مع احترامي لهم مالهم إلا الترزز، يعنى يابو عبدالله، تبي تصرف المبلغ الفلاني على حملة إعلانية ومخيم و، وإلخ من المصاريف، حتى تمنح مكافأة شهرية قدرها (????) ريال؟، إلا إذا كنت من ذوي التأثير في العقار وغيره ولك مصالح مستترة لدى البلدية؟!!، وما عندك مانع تستثمر في المجلس!» قال هذا وهو يبتسم إبتسامة خبث من عثر على منقصة يستفز بها. في الواقع كثير من الكلام الذي قاله جدير بالاهتمام فقياساً على منجزات الدورة السابقة للمجالس البلدية، لم يستشعر الناس دوراً مؤثراً للمجالس البلدية مع أن الضجة الإعلامية التي صاحبت عملية الترشيح والانتخاب قد استأثرت بالاهتمام، فقد صرف بعض المرشحين مبالغ خيالية لاستجلاب أصوات الناخبين، لذا لم يكن بوسعي أن أقول لصاحبي سوى «اطمئن فلست قاصدا مصلحة ولا أملك من العقار سوى بيتي، ولا أروم مجداً ستحققه لي عضوية المجلس البلدي، ولن أصرف قرشاً واحداً لاستجلاب صوت أحد، ولكن يشهد الله أني سأرفع صوتي في المجلس إن انتخبت بمطالب الناس التي ينشدونها من بلديتهم وسأجتهد في إقناع من يلزمه الاقتناع بذلك، وسأشارك غيري في إبداع الأفكار والمقترحات التي تجعل من الرياض مدينة يشاد بأمانتها، ويستمتع بها أهلها، ويسعد بها زائرها» رفع صديقي حاجبيه مبدياً ابتسامة تهكم وتحد وهو يقول «لا،،، إذا بتسوي كذا!، الله يوفقك وترى صوتي وصوت الربع لك» فقلت «شكراً على كل حال دائرتك غير دائرتي» فضحك ضحكة المنتصر «بس المشاعر معك، أنت عارف،،». انتهى الحديث مع صديقي وفكرت أن أكتب هذا المقال، ولن أكتب مقالا غيره في هذا الخصوص حتى لا يقال إني أستغل زاويتي للدعوة الانتخابية، نعم هناك رسالة ضمنية تقول «انتخبوني»، ولكن ما أريد أن أقول هنا، هو أن المشاركة في عمل اجتماعي يقوم على عنصرين رئيسين، الأول هو الشعور بالحاجة والرغبة في المساهمة بذلك العمل والثاني هو القدرة والمعرفة والمهارة في تنفيذ تلك المشاركة، والناس في هذا واحدا من أربعة فخلي من الرغبة والقدرة وهو من يكفيه غيره وخلي من الرغبة وصاحب قدرة فذلك المعتذر وصاحب رغبة وخلي قدرة فذلك المشجع وصاحب رغبة وقدرة فذلك من يلزمه الواجب، وواجب العمل الاجتماعي هو بمثابة فرض الكفاية، إن قام به النصاب سقط عن الباقي. فالمساهمة في المجلس البلدي هي من نوع العمل الاجتماعي، الذي يستلزم البحث والإطلاع والمناقشة والمجادلة أحياناً وتكريس الفكر والوقت لاستيعاب ما يلزم الإلمام به من نظريات ونظم ولوائح ومواصفات وأعمال والاجتهاد بالاطلاع على المستجدات وفهم مطالب الناس والتعبير عنها، لذا يجدر بمن رشح نفسه لعضوية المجلس البلدي أن يعي تلك المتطلبات ويعقد العزم على توليها، فبذلك يحصل على الشرف ورفعة المقام بين الناس، أما من يسعى لكتسبات من عضوية المجلس فهو واحد من أثنين إما ساع لرعاية مصالح وتربية مطامع أو ناشد لفرص بها يستغل عضويته، وعلى الناخبين مسؤولية حجب هؤلاء من الوصول لمبتغاهم، فتلك أمانتهم إن فرطوا بها فرطوا بحقوقهم في رعاية وتحسين مدينتهم. هذه القناعات هي ما جعلني أرشح نفسي لعضوية المجلس البلدي، وقد راودتني نفسي أن أدع ذلك عندما اشتدت علي متطلبات عملي خلال شهر رمضان فلم أرسل سيرتي الذاتية للجنة، وبت في شقاق مع نفسي ينازعني موقفان، أن أعلن الانسحاب حتى لا أفوت الفرصة لمن هو أجدر مني فيما لو كنت غير واثقاً من قدرتي على بذل الجهد والوقت، وموقف آخر يستحثني على المضي حتى لا أشعر في ذات يوم أني قصرت في إلزام نفسي بما هي أهل له. وها قد عزمت الأمر على المضي فأرجو الله أن يوفق الرياض من يخدمها الخدمة الأفضل.