بعد عامين ونصف العام سادتهما النزاعات في «ياهو»، تغادر كارول بارتز منصبها كرئيسة تنفيذية. وأعلنت عن قرار إحالتها من منصبها في السادس من شهر أيلول (سبتمبر) عبر رسالةٍ إلكترونية مقتضبة موجّهة لموظفي الشركة. معدودون هم في عالم التكنولوجيا من تفاجأوا بالخبر، في حين أن المساهمين في «ياهو» هللوا فرحاً. ولكن، هل ينبغي عليهم ذلك؟ في النهاية، ليست بارتز الشخص الملام على التغييرات غير الناجحة في «ياهو»، إنما الملامون هم الأشخاص في مجلس إدارة الشركة والذين اتخذوا قراراً سيئاً جداً بتعيين بارتز. ويبدو أنهم يحاولون من خلال طردها تهدئة أنفسهم. الحقيقة أنه لا يُفترض بمساهمي «ياهو» أن يهللوا إلا بعد الإعلان عن تعيين رئيسٍ تنفيذيٍّ جديد. ومن المهم أن نتذكر أنّ الإنجازات الماضية ليست على الدوام مؤشراً جيداً لنجاحٍ مستقبلي. ولطالما كان البروفسور كلايتون كريستينسن في كلية «هارفرد لإدارة الأعمال» مؤيداً لتعيين المدراء الذين ينتمون إلى «مذاهب الخبرة» بحجة أنه يجد فعالية أكبر في تقييم المدراء من خلال الظروف التي عايشوها أكثر من تتبع سجلّ نجاحاتهم. وفي أثناء توليها الرئاسة التنفيذية، واجهت بارتز الكثير من الانتقادات لفشلها في تغيير وجهة شركة خدمات المواقع الإلكترونية، مع العلم بأنها قد بذلت جهوداً حثيثة لزيادة عائدات الشركة وتهدئة المستثمرين. ويذكر أنّ سعر سهم «ياهو» قد أقفل تداولات يوم الثلاثاء على ارتفاع بنسبة 7% وصولاً إلى 12.91 دولاراً بالمقارنة مع سعر تداوله عندما تولت بارتز المنصب. ويُقال إنّ فشل بارتز في «ياهو» يكمن في عدم قدرتها على بناء محرّكات نمو جديدة للشركة، ما كبّد هذه الأخيرة وبكل بساطة خسارة موقعها كشركة تكنولوجيا. إلا أنه كان من الممكن أن تتوقع نظرية كريستينسن مثل هذا الفشل. فبارتز كوّنت اسمها من خلال تحويل «أوتوديسك» (Autodesk) للبرمجيات إلى شركة بقيمة مليار دولار. وفي الوقت الذي جرى فيه تعيينها في «ياهو»، بدت المرشّحة المناسبة للرئاسة التنفيذية على خلفية نجاحاتها السابقة وسلوكها الذي يتسم بالتصميم. ولكنّ مرحلة تولي بارتز منصبها في «أوتوديسك» ركّزت على رفع مستوى شركة أساسية. وكان نجاحها رهناً بقدرتها على زيادة أرباح الشركة وإدارة المستثمرين. ولم تضطر للبحث عن منتجات غير مبتكَرة ومصادر عائدات جديدة. باختصار، لم تسهم تجربة بارتز في «أوتوديسك» في تحضيرها من أجل تولي رئاسة شركة على غرار «ياهو». وترى نظرية كريستينسن أنه كان ينبغي على مجلس «ياهو» البحث عن رئيسٍ تنفيذيٍّ يتمتع بخبرة في العمل مع شركة إعلامية، وليس عن رئيسٍ نجح في تغيير مسار إحدى الشركات. والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه حالياً: هل سيرتكب مجلس إدارة «ياهو» الخطأ نفسه مرتين؟ (ماكسويل ويسيل هو أحد أعضاء «منتدى النمو والابتكار» (Forum for Growth and Innovation)، وهو كناية عن مركز دراسات وبحوث في كلية «هارفارد لإدارة الأعمال» يتولى تطوير وتنقيح نظريات حول الابتكار الهدّام).