بدأت الدراسة في الأقطار العربية التي شهدت ثورات وانتفاضات شعبية بعضها استكمل إزاحة رئيس النظام ورموزه كتونس ومصر والبعض الآخر ما زال يطارد من أذاقة الويل طيلة أربعة عقود كقذافي ليبيا، وآخر يناضل من أجل تغييره كبشار سورية، في حين انقسم اليمنيون ما بين الرافضين لعلي صالح وآخرين متشبثين به. في ليبيا تخلص طلبتها من عبء قراءة فصول الكتاب الأخضر في طوابير الصباح، وتخلصوا من خرقه القذافي الخضراء، واحتلوا مقاعد الدراسة فيما لا تزال أصوات انفجارات الصواريخ والمدافع تدوي في أكثر من مدينة وخاصة في سرت وبني وليد.في مصر غاب المدرسون وتأخر الطلاب وسجلت محافظات مصر غياباً للدراسة فاق النصف أما في القاهرة فكان الغياب أقل والسبب (استغلال) المعلمين ثورة 25 يناير مطالبين برفع الأجور رغم أنهم لم يخفضوا أجور الدروس الخصوصية التي يفرضونها على الطلاب! والسبب الثاني وهو الأهم تخوف أولياء الأمور من (البلطجية) الذين ينشطون في مثل هذه المناسبات لخطف الطلبة طمعاً في فدية أولياء الأمور لتخليص أبنائهم من هؤلاء المجرمين.في سوريا انخرط الطلبة في المظاهرات السلمية للمطالبة بتغيير النظام، وفضلوا الاشتراك في المظاهرات بدلاً من التوجه إلى مقاعد الدراسة، وهو ما أتاح للمدرسين الإسهام أيضاً في المظاهرات فيما شكل ذلك عبئاً على الأجهزة الأمنية وأتاح الفرصة (للشبيحة) للقيام بما هو مطلوب منهم في مثل هذه الظروف، فالشبيحة جماعة مستأجرة ومأجورة، يقبضون من المستفيدين من بقاء النظام الذين يتخوفون من رحيل النظام فيكون مصيرهم كرموز النظام المصري السابق الذين أخذوا طريقهم إلى (قفص الاتهام) لمحاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم وسرقات بحق الشعب المصري، ومثلما استعانوا بالبلطجية يستعين نظراؤهم السوريون بالشبيحة.في اليمن انقسهم المجتمع الطلابي فقد أضرب نصف طلاب جامعة صنعاء مطالبين بتغيير الرئيس علي عبدالله صالح، في حين عزف الطلبة في المحافظات والأرياف من الذهاب للمدارس، إذ وجدوا في المشاركة في المظاهرات تسلية بدلاً من الانشغال في تحصيل العلم..! هكذا حال الطلبة في بلدان الثورات، فالشباب رجال المستقبل رفعوا شعار (اليوم التظاهر وغداً له أمر آخر). وهكذا ينضم الطلبة للعمال الذين أوقفوا الإنتاج، والموظفين الذين هجروا المكاتب.. والشرطة التي تحررت من المسؤوليات..!!