لا أحب الجلوس عادة في الأماكن المصنفة «بنجومها الخمس», لأني أصاب بحساسية مفرطة و»اتحكحك» من اللقافة غير المتناهية لانتقاد كل ما هو حولي، إلا إذا كان هناك من قدم لي «دعوة مجانية» واصطحبني لها، فلا أمانع بعدما أكون قد فشلت أصلاً في «إقناعه» لتحويل المبلغ الذي سيدفعه «بذخاً وإسرافاً» وفشخرة إلى حسابي من أجل أن أتصرف به للمساكين والمحتاجين بمعرفتي. إلا أن أحد الأصدقاء «الصلعان» الكرماء, وبالمناسبة الكرم ارتبط «بالصلع» مؤخراً بفضل العديد من الأبحاث النفسية الحديثة، حيث إن «الأصلع» الذي تنعكس أشعة الشمس من «لمعة رأسه» هو أكرم من غيره، هكذا تقول هذه الدراسات والأبحاث التي رد عليها البعض بأنها ليست سوى إشاعة بثها «الصلعان» في مواقعهم وتجمعاتهم على الإنترنت والفيس بوك، إلا أن الأكيد أن تفسير من رأى في «منامه» أن الصلع قد أصابه فإنَّه يخشى عليه ذهاب ماله وهذا مثبت في كتب التفسير والرؤى، ولعل هذا من الكرم أيضاً. أعود لصديقي الكريم الذي قدم لي «دعوة» في مطعم بأحد «أعلى» المباني بالرياض فاعتقدت أن «ارتفاع» المطعم عن سطح الأرض لا يعني بالضرورة ارتفاع قيمة الفاتورة فيه تبعاً لذلك. إلا أن الصداع «أصابني» بعد ما رأيت المبلغ المطبوع على «الشيك» مما جعلني أتراجع عن المغامرة في تبذير أموالي وتبديدها بأماكن ال»5نجوم»، لأنني اكتشفت وتأكدت أن تصنيفي هو من أصحاب «نجمة ونص» ولا حد في الفاتورة يبص، فعندما فكرت في قلب الطاولة وتحويل «العزومة» على حسابي بعدما رأيت كمية الطعام قليلة جداً في الطبق المقدم من نوع ال»XL « معتقداً أن القيمة تبعاً لحجم الطعام بالطبق، رأيت المبلغ المطلوب دفعه مقابل ملعقتي «جبن وطماطم مشوي» وهو ما جعلني أتراجع عن «أفكاري «الشيطانية في دفع الحساب وقلت صديقي الأصلع أكرم.ارتبطت «المطاعم الراقية « في كل أنحاء العالم بكمية الطعام القليلة المقدمة على اعتبار أن ذلك من «البرستيج «اللازم، وارتبطت «المطاعم الشعبية» بكمية الطعام الكثيرة على اعتبار أن ذلك من «رم العظم» وتحليل الفلوس المدفوعة. إلا أن شاباً من المنطقة الشرقية ابتكر طريقة جديدة وفريدة على «مستوى العالم» توازن بين الأمرين بفرض «غرامة مالية» على من يطلب وجبة غذائية في مطعمه ولا ينهيها! بمعنى اطلب كمية الطعام التي تحتاجها فقط، ولا تبذر تعاطفاً وإحساسا بالمسئولية تجاه معاناة أشقائنا في «الصومال»،أرجو أن يكون الدافع الحقيقي هو المسئولية الاجتماعية والخوف من «سخط الله «علينا نتيجة البذخ والتبذير كما قال أخونا «فهد العنزي» صاحب الفكرة. وأعتقد أن هذا أمر في «غاية العقل»، وفكرة تحمل رسالة مسئولة تدعو للتوازن والاعتدال في الأكل، ولعلها توقظ «قلوب» أصحاب الأطباق الكبيرة، في المواقع الشهيرة، والفواتير الكثيرة لعلهم يخصصون جزءا يسيرا من دخلهم لدعم كل محتاج لا يجد طعامه في الداخل والخارج... وعلى دروب الخير نلتقي.