بعد انتظار دام أكثر من ثلاثة عقود, دشنت إيران أمس الاثنين أول محطة نووية إيرانية في ميناء بوشهر المطل على الخليج العربي جنوبي الجمهورية الإسلامية، وذلك بحضور عدد من المسؤولين الإيرانيين والروس. ووشارك وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي ووزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي ورئيس مؤسسة «روس آتوم» الذرية الروسية سيرجي كيريينكو في مراسم الافتتاح. واعتبرت إيران الحدث إنجازا إستراتيجيا في مجال الطاقة النووية، دفعت لأجله ثمنا كبيرا من العقوبات والضغوط الغربية والتهديدات العسكرية الغربية والأمريكية ويعود تاريخ بناء محطة بوشهر النووية إلى العام 1975 حينما وقعت «مجموعة كرافتفيرك» (اتحاد بين شركة سيمنز وشركة تيليفونكن الألمانيتين) عقدا مع الحكومة الإيرانية في زمن الشاه المخلوع بقيمة 6 مليارات دولار. وخلال مراسيم الاحتفال بتدشين محطة بوشهر أعلن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي: إن سعيد جليلي أمين المجلس الأعلى للأمن القو مي الإيراني بعث رسالة إلى مسؤولة الشؤون الخارجية الأوربية كاترين اشتون أعلن فيها استعداد طهران للحوار. بدوره، قال الوزير اشماتكو: إنه لا داعي لقلق دول الجوار إزاء محطة بوشهر، وأشار إلى أن روسيا ستتعاون مع إيران في مشاريع نووية جديدة. من جانبه أكد المتحدت باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية عن تشغيل محطة بوشهر وربطها بالشبكة الكهربائية الوطنية وأضاف أن القدرة الإنتاجية للمحطة تبلغ ألف ميغاواط، إلا أنها لا تنتج في الوقت الراهن سوى 60 ميغاواط على سبيل الاختبار. من جهة أخرى قال يوكيا أمانو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس الاثنين إنه يشعر «بقلق متزايد» تجاه العناصر العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي وحث طهران على التعاون بالكامل مع مفتشيه. وتابع لمجلس محافظي الوكالة الدولية «إيران لا تبدي التعاون اللازم لتمكين الوكالة من التأكد بشكل موثوق به من غياب مواد نووية وأنشطة غير معلن عنها في إيران.»