لقد كنا ولعقود خلت من أول المطالبين بإحياء سوق عكاظ باعتباره من أقدم وأكبر أسواق العرب التي كانت تقام سنوياً بالقرب من الطائف، وكان العرب يفدون إلى عكاظ من مختلف أنحاء جزيرة العرب والهلال الخصيب لممارسة الشراء والبيع وعقد اتفاقيات الصلح بين القبائل المتنازعة بالإضافة إلى أنه ملتقى شعري يتبارى فيه شعراء العربية فحولاً وسادات وصعاليك على حد سواء. كما كانت تُضرب على هامشه خيام وسرادق لكبار النقاد الذين يقولون رأيهم الصريح بقصائد الشعراء، وكانوا يؤلفون لجنة مصغرة لترشيح (7) أو (10) قصائد لتُعلّق على جدار الكعبة المشرفة، وهكذا بقينا نحن الشعراء العرب المعاصرين ننتظر ذلك (الحلم) القابع في ذاكرة تاريخنا الشعري منذ الجاهلية إلى ما قبل عدة سنوات مضت، حيث نهض عكاظ من جديد في الذاكرة الرسمية المعنية بالثقافة والأدب في بلادنا، بلاد الشعر ومنطلق اللغة، وقد مشى عكاظ متخبطاً من حيث الدعوات والاختيارات والترشيحات المشاركة، وقلنا حينها لا بأس، فأول المشي النهوض ثم محاولات السير، وجاء المهرجان الثاني ووجدنا أن الوليد الجديد لم يتعلم (الحبو) بعد لأنه لم يوجه الدعوات لمن يعنيهم الشعر والثقافة، ولا كذلك أفلح في انتفاء المرشحين الجديرين بمثل هذه الجائزة أي (شاعر عكاظ). وكنا مجموعة من الشعراء والكتاب (نُلمح) للصديق والزميل (حماد السالمي) بأننا (نود) (أن نرى عكاظ) ومن ثم طورنا التلميح إلى التصريح حينما (فاض بنا الحنق والغضب، وأنا هنا أتحدث عن نفسي فقط لذلك قررت قبل عدة أشهر أن (أمر) على الزميل السالمي في عقر داره بعد عودتي من العمرة، وبالفعل استقبلني بكل ترحاب وسعة صدر، أردت أن (أضيّقها) حينما (فشيت غلّي فيه) لتجاهل أسماء هامة، وعدم دعوتها لعكاظ باعتباره رئيس النادي الأدبي في الطائف حالياً. وقلت له: اسمع يا حماد لم تُجدِ التلميحات والتصريحات والعتبى معكم أهل عكاظ، لذا فإنني سأذهب إلى الموقع الذي يُقام عليه السوق وأقف على الأطلال كما كان يفعل الأجداد، وسأهجوكم هجاءً مراً، فضحك حماد كثيراً وقال لي حسناً ولكنني اليوم أدعوك إلى ما يخصني (أنا) ألا وهو (منتدى السالمي) في (ديار بني سالم) وبالفعل أخذني للتجوال بين الجبال والسدود القديمة والقرى المهجورة، ثم توجهنا إلى مبنى جميل يحفه الورد الطائفي ويقع على تلة ليست بالطويلة وهو عبارة عن مكتبة وصالة للمحاضرات وغرف للاستراحة فقلت له يا حماد أنا سأحتل هذا المكان لأنه من أجمل الأمكنة التي تصلح لسكنى الشعراء. ولكيلا أستطرد أكثر وأبتعد عن الموضوع بودي أن أطرح السؤال الآتي لا أكثر يا ترى من هو المسؤول عن توجيه الدعوات والمشاركات لنقول له فقط (لله يا محسنين) دعونا (نتعاكظ) معكم لا (نتعاضض) معكم.. واسلموا.