بذلت بلدية البكيرية جهوداً مشهودة وقدمت عطاءات تستحق الإشارة، في سبيل تطوير المحافظة وإضفاء مزيد من التحسين والتجميل في الساحات والميادين وعلى الطرق الرئيسية والفرعية، مما كان له أثره في دفع عجلة نهوض المحافظة وازدهارها، ما يخترم هذه الجهود في بعض الأعمال، ويترك الكثير من علامات الاستفهام حولها، هو غياب الرؤية المستقبلية في بعض ما تم أو يتم إنجازه من الأعمال البلدية، مما قد يعرض أموال البلدية وميزانيها للهدر المالي، كما تكشف النقاب عنه عدسة الجزيرة من خلال الجولة التي قامت بها على بعض المواقع في المحافظة وما رصدته من شواهد تبرهن وتعكس إلى أي مدى تفتقر بعض الأعمال في بلدية البكيرية للنظرة بعيدة المدى، كما نجد في سور منتزه المضمار الذي تجري أعمال تنفيذه بتكلفة مالية طائلة، حيث تم تنفيذه بصورة قريبة جداً من طريق السويلم (دائري البكيرية) ذي المسارين، مما يجعلنا أمام علامة استفهام نطرح فيها السؤال عما إذا كان غاب عن البلدية أهمية الطريق ودوره في الربط بين كثير من الطرق الحيوية والهامة بالمنطقة، مما قد يتطلّب معه في وقت قرب أو بعد حاجة الطريق للتوسعة، وتحويله إلى ثلاثة مسارات، الأمر الذي قد يتحتم معه حينها إزالة سور المنتزه بما يسمح بتوسعة الطريق، لتكون هذه الإزالة سبباً لمزيد من الهدر المالي على ما أنفق في إنشاء السور من ملايين الريالات. طرق وأرصفة ومواقف وتمتد الملاحظات على الطرق حين نوسع النظرة نحو الواقع في طريق الملك عبد الله فالطريق يبدأ بثلاثة مسارات منذ بدايته عند طريق الملك عبد العزيز يلازمها موقف جانبي لكن هذا الموقف ينقطع فجأة في الثلث الأخير من الطريق، ليحل محله الرصيف حتى نهاية الطريق عند دائري البكيرية، وخطورة هذا الوضع تكمن في أن تعرّض أي سيارة للعطل بشكل أو آخر، لن يكون أمام قائدها من خيار سوى التوقف في المسار الأيمن لعدم وجود موقف، مما يعرض نفسه ومركبته وسالكي الطريق للخطر، ولا أحد يمكنه تفسير انقطاع الموقف ليحل محله الرصيف، لا سيما في ظل وجود مساحة تسمح باستمرار الموقف الجانبي حتى انتهاء الطريق، وقد تجد البلدية نفسها يوماً ما مضطرة لكسر الرصيف في سبيل تحقيق أسباب السلامة لسالكي الطريق، وفي هذا من الهدر المالي أيضاً الكثير، كما أن في بقاء الطريق بوضعه الحالي تعريضاً لحياة مستخدميه للخطر. الدراسات قبل التنفيذ عدسة الجزيرة واصلت جولتها لتنتقل إلى طريق الأمير نايف، فكانت الملاحظة الأولى قيام البلدية يوضع أعمدة إنارة من (حديد) وسط المسطح الأخضر، مما جعلها على الرغم من أنها لم تكمل سنتها الأولى تتعرض للصدأ والتهالك بسبب المياه التي تنالها صباح مساء، الملفت في هذا الطريق وجود عامود إنارة على جانب الطريق كان حري به أن يزال إلى موقع آخر ليستمر الطريق، غير أن ما حدث هو أنه تم حني الطريق عن العمود لكي لا تتم إزالة العمود، فكان في بقاء العمود خطر كبير على سالكي الطريق، في ظل وجوده مباشرة إلى جانب الطريق مع عدم وجود الرصيف. عدسة الجزيرة لمست أنّ ثمة أعمالاً قد تم الشروع فيها لكنها تركت قبل إنجازها، فرأينا أرصفة أسهمت عملية الإهمال في تشويهها فضلاً عن بروز قواعد أعمدة الإنارة في الرصيف، حيث بدت مكشوفة تماماً مما قد يجعلها عرضة للسقوط وعدم القدرة على مقاومة العواصف، ليس هذا فحسب بل إن كيابل الكهرباء قد تكشف من أسفل القواعد. ونحن إذ نشير لهذه الملاحظات فلسنا نتجاهل الجهود التي بذلتها البلدية وما زالت، كما قدّمنا ونوّهنا مطلع هذا التقرير، إنما ما دفع بنا لطرح هذه الملاحظات، الرغبة في التنبيه أملاً في تحقق حال أفضل، يعتمد النظرة المتعمقة والرؤية المستقبلية عند التخطيط للشروع في أي مشروع، بما يسهم في الارتقاء بمعطيات وأعمال البلدية، فليس حسناً أن نرى البلدية بعض فترة زمنية غير ممتدة، وقد شرعت في أعمال إصلاحية تداركاً لبعض الأخطاء التنفيذية فيما كانت أنجزته من أعمال، كما حدث مراراً على مستوى بعض المشاريع ومنها على وجه التحديد الدوارات داخل المحافظة، وآخرها الإصلاحات القائمة الآن في الدوار الواقع بالقرب من جامع القبيسي، فنحن نجدد التأكيد بأننا نأمل ونناشد البلدية أن يسبق تنفيذ أي مشروع دراسة تستوفي جميع جوانبه، وتحديداً ما يتعلق بالسلامة المرورية والنواحي الهندسية، وما يتعلق بجوانب التطوّر والازدهار المستقبلي للمحافظة.