لم يكن أحد يمكن أن يتصور أن يشهد العيد، العيد الذي يفرح به الناس ويبتهجون، لم يكن أحد يتصور أن يشهد أول أيام العيد قتل أطفال رضَّع لا زالوا في حاضنات الولادة !! لم يكن أحد يتصور أن تصل القسوة والظلم والشر وفي هذا اليوم، بأن تقطع الكهرباء عن المستشفيات في المدينة السورية المجاهدة، وأن يتجرأ القساة على إخراج الحضانات إلى خارج المستشفى، وعندما حاولت إحدى الأمهات التشبث بوليدتها عالجها ذلك الشرير بطلقة عجَّلتْ بمرافقة الأم لطفلتها التي لفظت أنفاسها في الحضانة، وتجاوبت معها أنفاس الأم، وأصابعها تشدُ على قماط الطفلة. هذا المشهد حصل في أول أيام عيد الفطر المبارك، والمكان في مدينة عربية إسلامية، يحكمها نظام يقول إنه ينتمي للإسلام. في مدينة كان يتجول فيها الشاعر العربي المتنبي، قائل بيت الشعر الذي يردده كل من أصابته مصيبة في أيام العيد: عيدٌ بأية حال عُدتُ يا عيدُ بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديدُ لا أعلم ما هو الموقف والحادثة التي جعلت المتنبي يتذكر عودة العيد بكل هذا الأسى والحسرة، وهل ترتقي كل ذلك إلى إزهاق أرواح الأطفال الرضع في حضاناتهم، وقتل أمهاتهم اللاتي اعترضن على القتل الجماعي للأطفال.. وكل هذا في العيد، يا ظَلَمَة العصر الحديث !!