القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج: تحوّلت صلاة عيد الفطر المبارك في مصر إلى دعاية سياسية شاركت فيها مختلف القوى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وإن كانت الغلبة للتيار الإسلامى الذي حشد حشوده في الميادين الرئيسية في القاهرة وبقية المحافظات، بل إن البعض شهدت صراعاً غير خفي بين الجماعات الإسلامية حول الميادين المؤثرة، لكن القاسم المشترك بين ميادين مصر أمس هو الحديث عن أن هذا هو أول عيد يمر على البلاد بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، بل إنه ونجليه وبقية رجال نظامه يقضون أول أعيادهم وراء القضبان. في السياق ذاته أدى المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة صلاة عيد الفطر بمسجد القوات المسلحة بالنزهة وقد أدي صلاة العيد مع المشير طنطاوي الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأعضاء المجلس العسكري والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، وأمّ الصلاة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية وعقب أداء الصلاة ألقى فضيلته خطبة العيد التي أكد فيها أنه بذهاب رمضان، شهر الصيام، وبحلول عيد الفطر تبدأ الأمة عاماً جديداً مع الله ورسوله، لافتاً إلى أن بداية الطريق مع الله فرحة، وقال الشيخ علي جمعة: إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوصي أصحابه بالفرح وبإدخال السرور والفرح على أنفسهم وعلى من حولهم في العيد. فيما أدى آلاف المصلين صلاة العيد بمسجد الأزهر، وأمّ المصلين الشيخ صلاح نصار إمام المسجد، وحضر الصلاة عدد من القيادات الأمنية بمديرية أمن القاهرة على رأسهم اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة وحكمدار العاصمة ومأمور قسم الدرب الأحمر. ودعا الشيخ صلاح نصار في خطبة بعد العيد إلى توحيد صفوف المسلمين ونبذ الخلافات بينهم، وضرورة مراعاة التكافل الاجتماعي، كما دعا المصلين إلى الاستمتاع بفرحة العيد بما لا يتناقض مع الشريعة الإسلامية، مشيراً إلى أن هناك من يحرمون فرحة العيد منتقداً ذلك. كما توافد آلاف المصلين من الرجال والنساء والشباب والفتيات والأطفال منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر المبارك إلى ميدان مصطفى محمود لأداء صلاة العيد، حيث أقامت جماعة الإخوان المسلمين الصلاة هناك، وقد قام عدد من شباب وفتيات الجماعة بتوزيع بيان على المصلين يهنئون فيه المسلمين جميعاً بعيد الفطر المبارك وزوال الحكم المستبد، فيما قام بعض شباب الإخوان المسلمين بتهنئة المصلين عبر مكبرات الصوت. وفي ميدان التحرير طالب المئات من النشطاء الذين أدوا صلاة العيد بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ووقف تصدير الغاز إليه، وطرد السفير وإغلاق السفارة، واستدعاء السفير المصري من «تل أبيب» باعتبار ذلك أقل ردٍّ على جريمة الحدود التي راح ضحيتها عدد من الجنود المصريين، وقد أدى آلاف المصريين صباح أمس، بميدان التحرير، صلاة الغائب على شهداء الثورات العربية، واصطف المصلون عقب خطبة العيد لأداء صلاة الغائب على شهداء تونس وليبيا واليمن وسوريا، مؤكدين تضامنهم الكامل مع الثورات العربية ضد الأنظمة الديكتاتورية، أما الشيخ محمد حسان أبرز دعاة التيار السلفي فقد أمّ ما يزيد عن عشرة آلاف من المصلين في صلاة عيد الفطر المبارك بساحة حديقة الحصرى بالسادس من أكتوبر ودعا حسان كافة الشباب المصريين إلى ضرورة توحيد الصف المصرى والتوقف عن التظاهرات التي تعطل حركة العمل، وطالب الشباب بالسعى للعمل للحفاظ على أمان مصر وأمنها وأكّد حسان في خطبة صلاة العيد على ضرورة الحفاظ على الهوية الإسلامية للدولة المصرية قائلاً: «مصر دولة مسلمة وستبقى دولة مسلمة بإذن الله»،، مضيفاً أن مصر لكل أهلها مسلمين ومسيحيين ولن يفرق بينهم أي شيء فهما نسيج الشعب المصرى، مطالباً الشباب المصرى بالعمل على وأد الفتن للحفاظ على وحدة الشعب المصرى، مؤكداً أن مصر بشبابها وبأهلها، فيما سيطر أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية على الحملات الدعائية في أثناء الصلاة، حيث حمل أنصاره صوره في جميع أرجاء ساحة الصلاة.