انطلاقاً من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- في الدعوة إلى مد جسور التواصل الثقافي بين الأمم والشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات والثقافات، صدرت الموافقة بإنشاء جائزة عالمية للترجمة تحمل اسم «جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة..» بهدف الدعوة إلى التواصل الفكري والحوار المعرفي والثقافي بين الأمم، وإلى التقريب بين الشعوب، حيث أن الترجمة تعد أداة رئيسة في تفعيل الاتصال ونقل المعرفة، وإثراء التبادل الفكري، وما لذلك من تأصيل لثقافة الحوار، وترسيخ لمبادئ التفاهم والتسامح والعيش المشترك، ورفد لفهم التجارب الإنسانية والإفادة منها.. وتتخطى جائزة خادم الحرمين الشريفين بعالميتها كل الحواجز اللغوية والحدود الجغرافية، موصلة رسالة معرفية وإنسانية، ومسهمة في تحقيق أهداف سامية احتضنتها مملكة الخير والإنسانية، وترجمتها جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومبادراته الراعية للسلام والداعية للحوار والتآخي بين المجتمعات الإنسانية حول العالم. وفي مناسبة إنسانية بمقر منظمة اليونسكو في باريس، صرح رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة الأمير عبد العزيز بن عبد الله، أن النجاح الكبير الذي تحقق لجائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة منذ انطلاق دورتها الأولى يكشف عن حاجة حقيقية لتفعيل آليات التواصل المعرفي بين الدول والشعوب، ورغبة المجتمع الدولي لتعزيز جهود التقارب بين الثقافات، وإغلاق الباب أمام دعاوى الصراع والصدام بين الثقافات وأتباع الأديان، والتي طالما كانت سببًا في التطرف والإرهاب ورفض الآخر.. ورأى في كلمته آنذاك أن تأييد المجتمع الدولي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الثقافات وأتباع الأديان، يتجدد ويتواصل في احتفال ممثلي الدول الأعضاء باليونسكو بجائزته العالمية للترجمة. واعتبر سموه أن الجائزة انطلقت من رؤية خادم الحرمين لتكون آلية للتعاون، وتعظيم الاستفادة من النتاج العلمي والفكري بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى، والالتقاء حول القواسم المشتركة بما يخدم السلام والأمن الدوليين، ويرسي قواعد التعايش السلمي بين المجتمعات الإنسانية.. من أجل عالم يسوده التسامح والاحترام والكرامة والحرية والعدل والمساواة والسلام. هذا التصريح.. وذلك العمل الإنساني العالمي وغيره من المساهمات الثقافية والسياسية خلال سنوات عديدة من العمل الدوؤب والتجربة الإنسانية الثرية لسموه.. ودوره بالاطلاع الواسع والتنوع الثقافي والمعرفي والانفتاح الفكري ومعرفة المكتسبات الثقافية والحضارية.. كل ذلك ساهم في تشكيل شخصية رجل الدولة الأمير عبد العزيز بن عبد الله.. مما أوصله لتسنم هذا المنصب الهام، وذلك استحقاق ثقافي وسياسي يعكس حنكته وتميزه.. فضلاً عن كونه امتداداً للنجاحات التي حققها الأمير الشاب في العديد من المهام المختلفة في إدارة بعض الملفات الحساسة في السياسة الخارجية مثل ملف لبنان، وسورية والعراق وغيرها من الدول.. كذلك تواجده في جميع الزيارات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لدول العالم عضواً ثابتاً في الوفد الرسمي، يشارك في المباحثات والاستشارات والحوارات، ليتعرَّف من خلالها على خبايا الدبلوماسية وأسرار ودروب العلاقات الدولية، فضلاً عن أنه كان موضع ثقة المليك في نقل بعض رسائله ووجهات نظره إلى زعماء العالم، لإسماع صوت المملكة وحكمة مليكها ورؤيته في كثير من القضايا والمستجدات الدولية، ما يعني أن سموه يتمتع بتراكمات معرفية جيدة ستفيد كثيرا الوزارة بإضافة الكثير من الأفكار والخبرات والتجارب التي يتميّز بها سموه. إن من يتسنم مسئولية تلك الجائزة الإنسانية العالمية لسنوات عديدة.. ويؤمن بأهدافها الإنسانية النبيلة.. وإن من يمتلك الخبرات والتجارب السياسية الثرية.. يستحق بجدارة ذلك المنصب السياسي المرموق.. ولعل كلمة سموه في حفل الاستقبال في فرع وزارة الخارجية بجدة.. يدل دلالة واضحة على سمو فكره وبعد نظره وسعة أفقه واحترامه للجميع.. حيث قال: (رحابة صدري تتسع لكل رأي فلا خير فيمن يعتد برأيه ويهمّش الآخرين). لقد جاء تعيين الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائبا لوزير الخارجية، حدثاً ثقافياً قبل أن يكون سياسياً واختيارا حكيما ومناسبا ..لما يتميز به سموه من فكر ثقافي وإنساني نبيل. إن الجميع ينتظر من سموه ما عهده فيه من نجاحات في كل مراكز المسئولية السابقة، وخصوصاً أنه سيعمل في وزارة حرصت بقيادة سمو وزيرها على استقطاب بعض المتميزين من أبناء الوطن الذين ساهموا في خدمة بلدهم في جميع المجالات الوطنية والإنسانية. ومع التهنئة.. أتمنى على سمو الأمير أن يعزز مراكز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية لتكون خير مساند للسفارات والبعثات الدبلوماسية، ورافدا مهما لإبراز جهود المملكة في خدمة القضايا الإنسانية وإضفاء الدعم لعمل المنظمات الإنسانية NGOs.. كما أتمنى على سموه دعم السعوديين طالبي العمل لدى الأمانة العامة للتعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية، والعمل على تفعيل الأمر السامي الكريم الذي يتضمن توظيف السعوديين الراغبين في العمل لدى المنظمات الدولية والإنسانية. وذلك من أجل تعزيز تواجدهم في المحافل الدولية، وكذلك السماح للسفارات بالاستعانة بالجنسية الثالثة حتى يتمكن الشباب السعودي من العمل في تلك البعثات الدبلوماسية، لاكتساب الخبرة والتجربة والكفاءة الدبلوماسية لخدمة الوطن الغالي. والله الموفق.. - مستشار في مجال التنمية الإنسانية