بالقرب من الكعبة المشرفة نبع ماء زمزم من تحت أقدام إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام قبل آلاف السنين، فبدأت أم إسماعيل تجمع الماء كي لا يسيح على وجه الأرض وهي تقول: زم، زم، وعليه تأسست مكة في وادٍ غير ذي زرع، ولاتزال بئر زمزم منذ ذلك الوقت مصدراً للماء العذب النقي المبارك، وقد ورد في الحديث الشريف: (زمزم شفاءٌ لما شُرب له). يحرص الحجاج والمعتمرون على شرب ماء زمزم والارتواء منه، وقد لقي بئر زمزم عناية فائقة من لدن ملوك المملكة العربية السعودية كعنايتهم بالحرمين الشريفين؛ فوضعوا على البئر رافعات الماء الكهربائية، وصنابير للشرب والسقيا. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود صار الشرب والسقيا من زمزم أكثر تنظيماً وترتيباً؛ فبالإضافة إلى وجود (ترامس) تملأ الحرمين الشريفين تعبأ بماء زمزم -مبرداً على مدار الساعة- أمر حفظه الله بإنشاء مصنع بمكة لتعبئة ماء زمزم أوتوماتيكياً في عبوات بلاستيكية وتباع في الأسواق، وهذا ما تم فعلاً، حيث انتشرت تلك العبوات في أسواق المملكة وبالمحال التجارية وصارت في متناول الجميع. سيبقى ماء زمزم ذلك الماء النمير النقي الطاهر المبارك أبد الدهر إن شاء الله. يا زمزم الطهر والعطشان ترويهِ ماءً طهوراً فيشفي كلُ ما فيهِ أنتَ المَعِيْن الذي تحوي معادنه خير الصفاتِ فلا كدرٌ نرى فيهِ لا ينضب البئر مهما مرَّ من زمنٍ والطعمُ ميّزه سِرٌ سرى فيهِ سبحان ربي أسَالَ الماء من حجرٍ بين الصخور فلا صدع ترى فيهِ