اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في كلمة متلفزة مساء الاثنين ان الولاياتالمتحدة "لا يمكن ان تسمح لنفسها" بتكرار اخطاء الحرب في العراق بمحاولتها الاطاحة عسكريا بالزعيم الليبي معمر القذافي. وقال من جامعة الدفاع القومي في واشنطن "اذا حاولنا الاطاحة بالقذافي بالقوة فان ائتلافنا سيتطاير". واضاف "يتوجب علينا عندها على الارجح ارسال قوات اميركية على الارض". وقال اوباما ايضا "لقد سلكنا هذا الطريق في العراق (...) ولكن تغيير النظام استوجب ثماني سنوات وكلف الاف الارواح من الاميركيين والعراقيين وحوالى الف مليار دولار. لا يمكننا ان نسمح لنفسنا بان يتكرر هذا الامر في ليبيا". وقال ان الولاياتالمتحدة حققت الكثير من اهدافها في مهمتها في ليبيا التي وصفها بأنها مهمة انسانية مبررة ومحدودة النطاق. و دافع اوباما عن قراره التدخل عسكريا في ليبيا قائلا انه استهدف منع الزعيم الليبي معمر القذافي من قتل ابناء شعبه الذين يعارضون حكمه المستمر منذ 41 عاما. لكنه أكد ايضا النطاق المحدود للعمل العسكري الامريكي مع سعيه للرد على انتقادات بأنه يفتقر الي اهداف واضحة واستراتيحية جديرة بالثقة للخروج من الصراع. وقال اوباما الذي كان يتحدث امام ضباط عسكريين في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن بعد عشرة ايام من اصدره الأمر بمشاركة الولاياتالمتحدة في ضربات جوية يقودها الغرب "يمكنني ان أعلن اننا اوقفنا التقدم الفتاك (لقوات) القذافي." واضاف قائلا "سنحرم هذا النظام من الاسلحة وسنقطع امداداه بالاموال وسنساعد المعارضة وسنعمل مع دول اخرى لتسريع اليوم الذي يترك فيه القذافي السلطة." لكنه قال ان ذلك "قد لا يحدث بين عشية وضحاها" وإعترف بأن القذافي ربما يكون بمقدوره التشبث بالسلطة. ومضى اوباما قائلا "توسيع مهمتنا العسكرية لتشمل تغيير النظام سيكون خطأ." وتحدث اوباما عشية مؤتمر تشارك فيه 35 دولة في لندن لمعالجة الازمة في البلد المصدر للنفط في شمال افريقيا ودراسة خيارات سياسية لانهاء حكم القذافي. وجاءت كلمته ايضا بعد يوم من موافقة حلف شمال الاطلسي على الاضطلاع بالمسؤولية الكاملة عن العمليات العسكرية في ليبيا منهيا شكوكا بشان من سيتولى قيادة العمليات من القوات الامريكية. وقال ان انتقال القيادة سيحدث يوم الاربعاء. واعطى قرار الحلف دفعة لمسعى اوباما لأن يظهر للامريكيين انه ينفذ تعهده لتقييد التدخل العسكري الامريكيين في ليبيا. وسيتولى حلفل الاطلسي قيادة الضربات الجوية للبنية التحتية العسكرية للقذافي وايضا فرض منطقة لحظر الطيران وحظر على السلاح الي ليبيا. ويأمل البيت الابيض ايضا بأن يتمكن اوباما من تسجيل نقاط سياسية في الداخل من المكاسب في ساحة القتال التي يحققها المعارضون المسلحون الليبيون الذين شجعتهم الهجمات الجوية الغربية على القوات الموالية للقذافي.