وجد نتانياهو ضالته في توجيه أنظار الإسرائيليين إلى الخارج وإشغالهم بتقديم المزيد من الدماء الفلسطينية لإرواء عطشهم للحقد الدفين ضد كل ما هو عربي ويجعلهم ينسون تمردهم على الوضع الاقتصادي المتردي وسيطرة رأسمال الصهيوني على مفاصل الحياة في الكيان الإسرائيلي، فقد أعطت عملية أيلات المبرر لرئيس حكومة إسرائيل لإشغال الإسرائيليين بتتبع أخبار قتل الفلسطينيين، فقد أطلق نتنياهو العنان للآلة العسكرية الإسرائيلية لإيقاع مزيد من القتل والدمار بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم وذهب ضحية هذه العربدة حتى الآن عشرات الفلسطينين المدنيين الأبرياء فبعد مرور ساعات قليلة على مقتل ثمانية إسرائيليين وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين في العمليتين الفدائيتين اللتين استهدفتا حافلة وسيارة في منطقة أيلات وأعلنت مصادر طبية فلسطينية. في غزة عن استشهاد 15 فلسطينياً بينهم ثلاثة أطفال وطبيب، فيما ارتفعت حصيلة الجرحى إلى 44 بينهم 11 طفلاً و10 نساء و3 مسنين.. وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم نوعاً جديداً فتاكاً من الأسلحة والقذائف في استهداف المدنين الفلسطينيين في غزة، ووصف أدهم أبو سلمية المتحدث باسم الخدمات الطبية بمستشفيات غزة أن طبيعة الإصابة كانت عبارة عن حروق في الجسد وبتر في الأطراف وأخرى تقطيع كامل لجسد الإنسان.. وطالب أبو سليمة بالتحقيق في نوعية هذا السلاح الذي تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الفلسطينيين العزل.. وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو خلال زيارة الجنود الجرحى في مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع المحتلة بمزيد من عمليات الاغتيال التي تستهدف رجال المقاومة الفلسطينية في غزة، معتبراً عملية اغتيال قادة لجان المقاومة الشعبية مجرد البداية لسلسلة من العمليات الانتقامية وهي الرد الأول على العملية في أيلات. هذه العربدة الهمجية الإسرائيلية أضاف إليها نتنياهو مغامرة عسكرية وسياسية خطرة بتعرضه لقوات حرس الحدود المصرية وقيام طائراته بقصف الأراضي المصرية بحجة تتبع المهاجمين في عملية أيلات مما تسبب في مقتل ضابط ومجندين مصريين وهذا ما جعل الإسرائيليين فعلاً ينشغلون بما يجري في سيناء وفي غزة إلا أن ما يفعله نتنياهو هو مغامرة عسكرية وسياسية خطرة قد تشعل حرباً كبرى بين مصر وإسرائيل وهذا ما يجب أن تهتم به السيدة كلنتون لا أن تهتم بالتنديد بعملية أيلات وترك ما يفعله نتنياهو رغم خطورته على السلم العالمي أجمع.