تنشط العديد من الجمعيات الخيرية في المملكة، وتقدم أعمالاً خيرية في جميع أيام السنة، إلاّ أنّ نشاطها يظهر ويبرز كثيراً في شهر رمضان المبارك، ويكثر الحديث عن هذه الجمعيات الخيرية التي أصبحت إحدى سمات مجتمعنا السعودي الذي جُبل على الخير. وهناك العديد من الجمعيات الخيرية التي أخذت نصيبها من التعريف والدعم والمساندة، إلاّ أنّ هناك جمعية خيرية مهمة جداً لا يعرف عنها إلاّ القليل، رغم ما تقدمه من خدمة مهمة جداً، والحديث هنا عن «جمعية أواصر»، التي ترتكز رسالتها على تقديم الرعاية والمساعدة الممكنة للأُسر السعودية المنقطعة في الخارج، تلك الأُسر التي تكوّنت نتاج زواج أب سعودي بامرأة من خارج الوطن، ولوجود بعض الظروف الصعبة، لم تستطع هذه الأُسر العيش على أرض هذا الوطن المعطاء. ولذلك فقد أنشأ عدد من رجال الوطن، ومن أصحاب الهمم والأفكار النيّرة (جمعية أواصر) التي تقدم العون والمساعدة وفق اللوائح والأنظمة الداخلية للجمعية، للمحتاجين من الأُسر السعودية المنقطعة والمقيمة في الخارج، والذين أجبرتهم ظروفهم على البقاء خارج حدود الوطن، حيث توفِّر الجمعية مستلزمات ومتطلّبات إعادة تلك الأُسر المنقطعة إلى أرض الوطن، بعد عمل التنسيق اللازم مع الجهات الحكومية المختصّة، مع توفير كافة مستلزمات العيش الكريم لتلك الأُسر العائدة لأرض الوطن. كما تقوم الجمعية بإعداد الدراسات والبحوث اللازمة للتعريف بهذه الظاهرة، ورصد مسبّباتها والرفع عنها للجهات المختصة بذلك. ومنذ إنشاء الجمعية، قدّمت العديد من البرامج الداعمة للأُسر السعودية المنقطعة في الخارج، إذ تعاقدت مع مستشفيات ومراكز طبية لتقديم الرعاية الصحية بالعديد من الدول التي توجد فيها تلك الأُسر. كما تقدم جمعية أواصر إعانات نقدية لكثير من الأُسر السعودية المنقطعة في الخارج، وذلك لتوفير المستلزمات الحياتية الضرورية لها، وتقدَّر قيمة تلك الإعانات بموجب دراسة كلِّ حالة من حالات الأُسر المقرّر مساعدتها. وتسعى جمعية أواصر عبر هذا البرنامج لتحقيق ضمان عودة من يرغب من الأُسر السعودية المنقطعة في الخارج إلى أرض الوطن، وذلك للوصول بتلك الأُسر إلى أمنها واستقرارها الأُسري والاجتماعي، من خلال تأمين السكن المناسب والمريح، مع تأمين الإعاشة الشهرية لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من تاريخ وصولهم، لحين ضم الأُسر العائدة والمحتاجة إلى قوائم المشمولين بخدمات الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية المتخصصة، كما يتضمّن برنامج الدعم هذا، تمكين الأُسر السعودية العائدة من الحصول على الهوية الوطنية وثبوتياتها الشخصية من الجهات المختصة بوزارة الداخلية، كما أنّ الجمعية امتداداً لنشاطها في هذا البرنامج، تسعى لتزويج بنات تلك الأُسر بمواطنين أسوياء، وذلك للحد من ظاهرة زواج المواطنين من الخارج. وعملت الجمعية جاهدة على إلحاق أبناء تلك الأُسر بالجامعات والمعاهد العلمية بالبلدان الموجودين فيها، مع توفير فرص التدريب لمن هم دون المستوى الجامعي، كما تسعى الجمعية أيضاً إلى استفادة أولئك الأبناء من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ليتمكنوا من مواصلة دراستهم والاعتماد بالتالي على أنفسهم. وتوفر الجمعية السكن المستأجر لمن لا يرغب من تلك الأُسر بالعودة إلى أرض الوطن بأماكن إقامتهم، مع التزامها بتسكين العائدين منهم إلى أرض الوطن، وذلك بالاستئجار كمرحلة أولى حتى يتوفر لهم سكن من إحدى الجمعيات الخيرية المتعاونة مع الجمعية في هذا المجال. وتسعى «جمعية أواصر» دائماً إلى مد جسور التعاون مع مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة، وكذلك الأمر مع هيئة حقوق الإنسان والجمعيات التعاونية المحلية المختلفة على مستوى المملكة كافة، لتحقيق أعلى مستوى خدمة للأُسر السعودية التي تعود إلى أرض الوطن بعد زوال مسببات تعثّرها وبقائها خارج حدوده، وهي بذلك تسعى جاهدة إلى تحقيق طموحات قيادتنا الرشيدة في توفير الأمن الأُسري والاجتماعي لكافة المواطنين. وقد حققت الجمعية العديد من الإنجازات واستطاعت إعادة الكثير من الأُسر السعودية إلى أرض الوطن، كما ساهمت في إكمال الدراسات الجامعية للعديد من أبنائنا في الخارج، وتولّت علاجهم وجمعت الأُسر مع بعضها البعض بلمّ شملهم من خلال احتضانهم في وطنهم.