في غضون الأعوام القليلة الماضية، لفت عدد من المعلقين في مجلة «هارفرد بيزنيس ريفيو» (Harvard Business Review) على غرار جفري فيفر ونايثن ووشبرن، إلى أنه ينبغي تسليط الضوء الأكبر على مصالح الأطراف المعنية غير المساهمة - مثال الموظفين والعملاء - في تطوير الإستراتيجيات. ويساهم في تعزيز هذه المبررات بحث يظهر تحسّن العائدات الطويلة الأمد للمساهمين عندما لا يتم اعتبار مصالحهم كأولوية قصوى.للوهلة الأولى، قد يبدو لكم هذا الأمر غير منطقي - وسيستمر كذلك حتى تنظرون إلى الشركة على أنها بيئة مكوّنة من مجموعات تتعاون مع بعضها البعض من أجل زيادة توليد القيمة. فما من نظامٍ يزدهر في حال تستمر إحدى المجموعات بالاستفادة على حساب المجموعات الأخرى. والإستراتيجية هي فن إرساء التوازن بين كيفية تشاطر القيمة بين الأطراف المعنية على اختلافهم. وتهدف إلى استدامة الربحية العليا على المدى الطويل، بدلاً من تعزيزها على المدى القصير. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدكم على البدء بتطبيق مقاربة مماثلة في شركتكم الخاصة: أولاً، حددوا المجموعات المعنية في شركتكم. وبالمبدأ، تتألف هذه المجموعات من عملائكم، وموظفيكم، وشركائكم، ومساهميكم، ومزوّديكم، والمجتمع ككل. ومن ثم، استحدثوا اقتراح قيمة لكل مجموعة من الأطراف المعنية. ومن المفترض بهذا الأمر أن يكون خاصاً بالمجموعة الفرعية التي تستهدفون كما ينبغي أن يوفّر تفاصيل تتعلق بالطريقة الواجب اتباعها من أجل توليد القيمة للمجموعة المحددة. ويذكر أنّه ينبغي بتوليد القيمة لكل طرفٍ معني أن يقابله في كفّة الميزان الأخرى المكسب الذي ستحصل عليه الشركة في المقابل - أي القيمة التي ستستقيها من العلاقة.معرفة القيمة التي ترغبون بتقديمها وما تأملون الحصول عليه في المقابل سيسمح لكم بتحديد القدرات التي تحتاجونها لمواجهة الأطراف المعنية لتتمكنوا من التنفيذ. وقارنوا القدرات التي تحتاجون إليها بتلك التي تمتلكونها أصلاً لتسليط الضوء على أي ثغرات.تتبعوا التكاليف والمكاسب المرتبطة بكل اقتراح قيمة، بما فيها الاستثمارات اللازمة من أجل استكمال المبادرات المطلوبة لملء ثغرات القدرات التي قمتم بتحديدها. ومن ثم استخدموا هذه المعلومات لإنشاء نموذج أرباح يساعدكم على توجيه عمليات التسوية بين مجموعات الأطراف المعنية. وأخيراً، عليكم بتحديد مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية لتتبع مدى فعالية أعمالكم في توليد القيمة لكل مجموعة من الأطراف المعنية ومدى نجاحكم في اقتناص القيمة في المقابل. ويشار إلى أنّ تحديد القيمة الخاصة بكل مجموعة من الأطراف المعنية والقيمة التي قد تتولّد منها يضيف بعداً آخراً، ما يضمن إحاطتكم بالأعمال من جميع الزوايا. ومن خلال التركيز على توليد القيمة لكل طرفٍ معني، ستتمكنون من إقامة شركة أكثر استدامةً - في كل ما للكلمة من معنى. (جاك سبرينغمان هو مستشار ومؤلف كتاب بعنوان (Elusive Growth: Why Prevailing Practices in Strategy, Marketing and Management Education are the Problem, Not the Solution).)