رمضان مدرسة إسلامية عملاقة، مدرسة للصبر والمصابرة، مدرسة للجد والاجتهاد والعمل، وشد المئزر، رمضان جامعة لجهاد النفس، وروضة روحانية قامت إبّانه الفتوحات الإسلامية العظيمة، والبطولات الحربية العملاقة، فسارت في المعمورة مسير الشمس والقمر، وانداحت في بطاح الأرض شرقاً وغرباً!! واليوم لدينا بحمد الله بطولات، لكنها بطولات مسرحية!! بطولات تمثيلية وبطولات المفاطيح!! أو بطونات (من البِطة) وليست بطولات!! ومع ذلك لا يزال في أمتنا خير كثير.. {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} لكن الذي لا ينقضي منه العجب أنك ترى فآماً من الناس.. كثيرون لا يؤدون عملهم بأمانة واحترافية، ويهملون، ويمهلون، ويتأخرون، ويؤجلون بحجة رمضان كريم!.. فإذا ما أبديت أيّ عتب أو تذمر أو توجيه أو ملامة تذرعوا واحتجوا بما هو حجة عليهم لا لهم!! تذرعوا بقولهم: يا رجال (رمضان كريم!!).. فأقول أيها الإخوة الفضلاء، أيها الصالحون العباد الأتقياء إذا كان رمضان كريم، فلأنه كريم أدّ أمانتك، ولا تخن عملك، ولا تتأخر عن الدوام، ولا تضيع حقوق الناس، ولا تخرج قبل نهاية الدوام، ولا تهمل في عملك أو تقصر فيه أو تكون فوضوياً في أيّ عمل وتقول: (يا رجال رمضان كريم.. فإذا كان كريم فمِن كَرَمه أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)، وإذا كان كريماً فمن كرمه أن تصون عملك، وإذا كان كريماً أن تأكل لقمة العيش الحلال.. يقول العلماء: لا ينبغي للمسلم أن يبقى يقرأ القرآن أو يذهب للعمرة، أو يتنفل بصلاة، على حساب ترك عمله الواجب!! فكيف بمن ترك عمله إهمالاً وكسلاً ونوماً، أو ترك عمله رغبة القيل والقال، ومطالعة الإنترنت، والقناة الفضائية في المكتب!!. اعتزل ذِكر الأغاني والهزل وقُلِ الفَصْلَ وجانب من هَمَل!! إن إداءك لعملك على الوجه المطلوب عبادة تتقرب بها إلى الله، فالسعيد من جعل من العادة عبادة، والمخذول من جعل من العبادة عادة!! وكل يعمل على شاكلته!!. ونية المؤمن خير من عمله.. {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.. والسلام عليكم. - رياض الخبراء [email protected]