إنها حكمة الكبار يا «بشار».. وغير بعيد عنك في «أرض الكنانة» قيل «اللي مالش كبير.. يشتري له كبير» وهي النصيحة التي أزجيها لك «سيدي الرئيس». ويتأكد ذلك متى ما سولت للإنسان نفسه الضعيفة، المتشبثة بالمناصب وحب الرئاسة، وتغرير عدو تلبس في ثياب صديق, وبلغة عربية مكسرة لا يجيدها، واختلطت بذلك الطرق والمسالك عليه ليحرك آلة الحرب, والدمار، التي يفترض أن توجهه لأعداء الأمة، فإذا بها تجعل من صدور, وأجساد الصائمين والمصلين، مرمى لنيرانها الحارقة, في مشاهد لا ترتبط بدين المسلمين، ولا قيم الشرفاء ولا بأخلاق العرب. عندها لن ينتظر الكبار طويلاً.. وسيقفون تجاه مسؤوليتهم التاريخية نحو أشقائهم، للمطالبة بإيقاف هذه الآلة العنيفة, آلة القتل وإراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الأوان. إن المتحدث هو «حكيم الأمة» عبدالله بن عبدالعزيز.. وتعلم من هو هذا «الرجل»، وما هي مواقفه الصادقة معك ومع أبيك من قبلك، «حكيم» إذا قال أجاد وأصاب كبد الحقيقة، بفطرة العربي الأصيل، الشهم، وبصدق المسلم المخلص, لأخيه وشقيقه. لا يقبل خادم الحرمين الشريفين، ولا يقبل شعبه من خلفه, ولا كل الشرفاء في العالم ما يحدث اليوم في الشام العزيزة علينا، فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب. فصوت الحق صُدع به، مستقبل سورية بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع -لا سمح الله-. ليكن لصوت «الحق» الصادق هذا، صدى في النفوس إن كانت محبة لشعوبها وأوطانها حقاً، ولتُترجم لأفعال يستشعرها المواطن السوري البسيط في حياته كرامةً، وعزةً، وكبرياء. ولا تكن وعوداً «مغلفة»، بحبائل كذب ومراوغة، لم يُعرف بها ابن الشام الأصيل يوماً، إلا بعد قرب أصحاب عمائم عابرة منه، لا تجيد غير الرقص على جثث الأبرياء، والوشاية بين الأشقاء. سلمت سيدي «حكيم الأمة», وسلم قلبك الطاهر، فقد برأت الذمة، وأقيمت الحجة، وصُدع بالحق, حباً للشام وأهلها الشرفاء كيف لا وهي دمشق التي قال عنها شوقي: لَوْلا دِمَشْقُ لَمَا كَانَتْ طُلَيْطِلَةٌ وَلا زَهَتْ بِبَني العَبَّاسِ بَغْدانُ وعلى دروب الخير نلتقي.